أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر دعمه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدما وصفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بـ"الديكتاتور الذي لا يجري انتخابات".
وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف “Telegraph” خلال مؤتمر صحفي، زعم ترامب أن أوكرانيا "بدأت الحرب مع روسيا"، ملمحًا إلى أن كييف تتحمل مسؤولية النزاع. كما كتب في منشور على منصته "تروث سوشيال" أن زيلينسكي "يرفض إجراء الانتخابات، ومتدنٍ جدًا في استطلاعات الرأي الأوكرانية، وأبرز ما فعله هو استغلال بايدن لصالحه".
انتقادات أوروبية لتصريحات ترامب
أثارت تعليقات ترامب ردود فعل غاضبة في أوروبا، حيث وصفها المستشار الألماني أولاف شولتز بأنها "خاطئة وخطيرة". كما أكدت كيمي بادنوش، زعيمة حزب المحافظين البريطاني، أن زيلينسكي "ليس ديكتاتورًا، بل زعيم منتخب ديمقراطيًا يدافع عن بلاده ضد الغزو الروسي غير القانوني".
وفي اتصال هاتفي، شدد ستارمر على دعمه لزيلينسكي، مؤكدًا أن تعليق الانتخابات أثناء الحرب أمر مشروع، مستشهدًا بتجربة بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال متحدث باسم داونينغ ستريت: "أكد رئيس الوزراء دعمه لزيلينسكي كقائد ديمقراطي لأوكرانيا، وجدد التزام بريطانيا بالمشاركة في الجهود الأمريكية لإحلال السلام ومنع أي عدوان روسي مستقبلي".
ورفض وزير الدولة للدفاع البريطاني جون هيلي تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي زعم فيها أن أوكرانيا بدأت الحرب، مؤكدًا أن "روسيا هي من قامت بغزو أوكرانيا بشكل غير قانوني قبل ثلاث سنوات، فيما يدافع الأوكرانيون عن حريتهم ومستقبلهم منذ ذلك الحين".
من جهته، هاجم وزير الدفاع البريطاني السابق، السير بن والاس، تصريحات ترامب، قائلًا: "أنا متأكد أن الكرملين سعيد جدًا بمحاولته إعادة كتابة التاريخ"، وسخر منه بقوله: "أعلم أن مارالاغو قريب من ديزني وورلد، لكن ما قاله كان محض خيال".
ويستعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لعقد أول اجتماع له مع ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض، حيث سيناقش مستقبل الدعم الغربي لأوكرانيا. ومن المتوقع أن ينضم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المحادثات، ليكونا أول زعيمين أوروبيين يزوران البيت الأبيض خلال ولاية ترامب الحالية.
في هذا السياق، يخطط ستارمر لطرح مبادرة أوروبية جديدة لنشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا، تتضمن إرسال أقل من 30,000 جندي أوروبي لتوفير الدعم الجوي والبحري، دون مشاركة قوات أمريكية على الأرض، مع التزام واشنطن بتقديم دعم جوي في حال استئناف القتال من قبل روسيا.
وفي أعقاب تصريحات ترامب، أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كتيبة مكونة من 2,500 جندي من كورسك إلى منطقة سومي الأوكرانية، لكن مسؤولين أوكرانيين وروس أشاروا إلى أن تأثيرهم كان محدودًا.
وفي الوقت نفسه، رحّب الكرملين بموقف ترامب، حيث كتب ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، على منصة "إكس": "لو أخبرني أحد قبل ثلاثة أشهر فقط أن هذه كلمات رئيس الولايات المتحدة، لكنت انفجرت ضحكًا... ترامب محق بنسبة 200%".
وفي رد على تصريحات ترامب، نشر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تغريدة على منصة "إكس" قال فيها: "شكرًا لدعمكم!" مرفقًا بعلم أوكرانيا.
ومن جانبه، حذر جي دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي، زيلينسكي من أن "الإدارة الأمريكية لم تعد بايدن"، مشيرًا إلى أن مهاجمة ترامب علنًا "ستؤدي إلى نتائج عكسية".
أما رجل الأعمال إيلون ماسك، فعلق على الجدل قائلًا: "لا يمكن لزيلينسكي أن يدّعي تمثيله لإرادة الشعب الأوكراني ما لم يُعد حرية الصحافة ويتوقف عن إلغاء الانتخابات".
وسط هذه التوترات، سيكون الاجتماع المرتقب بين ستارمر وترامب اختبارًا لموقف بريطانيا من الحرب الأوكرانية، بينما لا يزال مستقبل الدعم الغربي لكييف موضع جدل محتدم.