عرب لندن

نشر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian دراسة جديدة تكشف أن العديد من أنواع طيور الجنة تتمتع بقدرة فريدة على امتصاص الضوء عبر ريشها، ما يؤدي إلى انبعاث ألوان متوهجة بترددات أقل في ظاهرة تُعرف بالفلورسنت الحيوي.

وفقًا للبحث الذي أُجري على 45 نوعًا من طيور الجنة، وجد العلماء أن 37 نوعًا منها يظهر الفلورسنت الحيوي، وهو ما يعني أن ريش هذه الطيور يمتص الأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأزرق، ثم ينبعث منها ضوء بألوان مختلفة.

وأوضح الدكتور رينيه مارتن من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، المؤلف الأول للدراسة، أن هذا الاكتشاف قد يغير مظهر بعض المناطق في الطيور. وقال: "سيجعل ذلك المناطق الفلورية الحيوية أكثر سطوعًا، مثلًا قد يصبح الريش الأصفر أكثر خضرة أو أصفر، بينما قد يظهر الريش الأبيض بشكل أكثر سطوعًا".

ونشرت الدراسة في مجلة Royal Society Open Science، حيث استخدم الباحثون عينات محفوظة من طيور الجنة لدراسة هذا الظاهرة. وضع الفريق عينات من الذكور والإناث لكل نوع تحت ضوء أزرق في غرفة مظلمة، ثم سجلوا الضوء المنبعث بناءً على أطوال الموجات وشدتها. كما قاموا بتسليط الضوء فوق البنفسجي على الجلود في بعض الحالات.

كما وأظهرت النتائج أن الذكور من 21 نوعًا من طيور الجنة كانت تظهر الفلورسنت الحيوي في أجزاء مختلفة من أجسامها مثل الرأس والرقبة والبطن والذيل، بالإضافة إلى بعض الأجزاء الأخرى مثل لوز الوجه. كما أظهرت 16 نوعًا إضافيًا إمكانية إظهار هذه الظاهرة في الفم الداخلي والحلق.

وأما بالنسبة للإناث، فقد أظهرت 36 نوعًا من أصل 37 نوعًا الفلورسنت الحيوي، وكانت تلك الظاهرة تظهر غالبًا على صدورها وبطونها أو على الريش الذي يشكل شريط العين على جانب رأسها.

وأوضح مارتن أن الضوء المنبعث من طيور الجنة تراوح بين الأزرق الفاتح والأخضر والأصفر، مشيرًا إلى أن هذا الفلورسنت الحيوي قد يجعل الطيور أكثر إشراقًا وجذبًا للنظر دون أن يغير مظهرها بشكل جذري.

وفيما يتعلق بالأنواع التي لم تظهر الفلورسنت الحيوي، أشار الباحثون إلى أن هذه الظاهرة غابت عن أجناس Lycocorax وManucodia وPhonygammus، مما يشير إلى أن الفلورسنت الحيوي كان موجودًا في السلف المشترك لجميع طيور الجنة، لكنه فقد في هذه الأجناس.

وأضاف الفريق أن هذه الظاهرة قد تؤثر على سلوكيات طيور الجنة، وخاصة عروض المغازلة التي يقدمها الذكور. على سبيل المثال، خلال العروض، يفتح ذكور Lophorina أفواههم تجاه الإناث، مما قد يُحسن من تأثير الفلورسنت الحيوي في مناطق الريش الداكن، ويجعل هذه المناطق أكثر إشراقًا وجذبًا خلال العرض.

وأما بالنسبة للإناث، فقد يكون للفلورسنت الحيوي دور آخر، حيث يمكن أن يتماشى مع استخدامها المحتمل للتمويه في البيئة المحيطة بها.

وفي ختام الدراسة، أكد مارتن أن البحث يقدم رؤية جديدة في سلوك ورؤية طيور الجنة، قائلاً: "حتى مجموعة شهيرة مثل طيور الجنة، التي تمت دراستها بشكل مكثف، لا تزال قادرة على تقديم رؤى جديدة حول رؤيتها وسلوكها ومظهرها".

السابق متوسط العمر في المملكة المتحدة يرتفع.. وتوقعات ببلوغ الملايين سن 100!
التالي "Airbnb " تحذر من احتيال الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي والإعلانات المضللة