محكمة بريطانية تمنح أبًا البقاء في المملكة المتحدة بسبب نفور ابنه من "ناجتس الدجاج"
عرب لندن
سمحت محكمة الهجرة في المملكة المتحدة لأب ألباني بالبقاء في البلاد لدعم احتياجات ابنه التعليمية الخاصة، بعد أن رأت أن ترحيله سيكون "قاسيًا بشكل غير معقول" على الطفل البالغ من العمر 10 سنوات، والذي يعاني من مشكلات غذائية تشمل نفوره من "الناجتس الأجنبية"، بالإضافة إلى حساسية تجاه بعض أنواع الملابس مثل الجوارب.
ووفقًا لقرار المحكمة، فإن الطفل يحتاج إلى دعم تعليمي خاص، وقد تم إعداد خطط لمساعدته في مسيرته الدراسية، مما دفع القاضي إلى الحكم بأن ترحيل الأب سيؤثر سلبًا على صحة الطفل.
واستند القرار إلى المادة الثامنة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR)، التي تحمي حقه في العيش مع أسرته.
لكن اللافت في القضية أن الأب البالغ من العمر 39 عامًا دخل المملكة المتحدة بشكل غير قانوني في 2001، مستخدمًا هوية مزيفة وادعى أنه من يوغوسلافيا السابقة، ورغم رفض طلب لجوئه، حصل لاحقًا على الجنسية البريطانية بعد منحه إذن البقاء لأسباب استثنائية.
وفي عام 2017، أدين الأب بتهمة تتعلق بغسيل الأموال، بعدما ضُبط بحوزته 250 ألف جنيه إسترليني نقدًا، وهي أموال تبين أنها من عائدات الجريمة، مما أدى إلى سجنه لمدة عامين.
وبعد الإفراج عنه، تحركت وزارة الداخلية البريطانية لإسقاط جنسيته وترحيله إلى ألبانيا، معتبرة أن حصوله على الجنسية جاء عن طريق التزوير.
لكن الأب طعن في القرار، ونجح في إقناع محكمة الهجرة بالسماح له بالبقاء، مستندًا إلى التأثير السلبي المحتمل على ابنه في حال الترحيل.
وقد أثار هذا الحكم ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية البريطانية، حيث وصفه روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، بأنه "صادم وغير منطقي"، فيما اعتبره كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل، "قرارًا سخيفًا يضعف جهود السيطرة على الهجرة".
من جهتها، أكدت وزارة الداخلية أنها لن تتسامح مع بقاء المجرمين الأجانب على الأراضي البريطانية، مشيرة إلى أنها قامت منذ الانتخابات الأخيرة بترحيل 2,580 مجرمًا أجنبيًا، بزيادة قدرها 23% عن العام السابق، وتعهدت بمواصلة جهودها لضمان عدم استغلال نظام الهجرة.