لندن- عرب لندن

يواصل مؤتمر الجالية العربية تواصله مع رئيس الوزراء البريطاني والضغط بخصوص تعديل حكومته لموقفها إزاء حرب الإبادة في غزة .

وفي هذا السياق سلّم وفد من مؤتمر الجالية العربية في بريطانيا مساء الأربعاء، رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر رسائل حول غزة ومطالب الجالية العربية في بريطانيا من حكومته بخصوص تثبيت وقف اطلاق نار وإدخال المساعدات وتعديل سياسة لندن إزاء القضية الفلسطينية لجهة الضغط  لإلزام إسرائيل الامتثال للقانون الدولي وإيقاف جرائم الحرب في غزة، وتكثيف الإغاثة وإدخال المساعدات لقطاع غزة الذي يشهد كارثة إنسانية بعد 15 شهرا من حرب إبادة غير مسبوقة شنتها إسرائيل على القطاع المحاصر.

 وجاء في الرسالة": بصفتنا مواطنين بريطانيين من أصل عربي، من أصول إسلامية ومسيحية، فإننا نكتب للتعبير عن مخاوفنا العميقة بشأن السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالخسارة المأساوية لأرواح المدنيين في غزة.

كما جاء: “إن القتل العشوائي الواسع النطاق والموثق في غزة يشكل مصدر قلق بالغ ولا يترك مجالاً للجهل أو الإنكار.”

بالإضافة إلى "إن النزوح القسري لأكثر من مليون مدني ينتهك اتفاقية جنيف الرابعة، وميثاق الأمم المتحدة، والعديد من القوانين والمعاهدات الإنسانية. إن الوضع المزري الذي يعيش فيه 2.5 مليون مدني محرومون من الضروريات الأساسية مثل الغذاء والماء والدواء والكهرباء يجسد العقاب الجماعي والإبادة الجماعية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي".

وتضمنت الرسالة تذكيرا لستارمر بالالتزامات التي يفرضها القانون الدولي على بريطانيا بخصوص انفاذ القانون الدولي الإنساني وكذلك قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تعتبر احتلال إسرائيل للأراضي الواقعة ضمن حدود عام 1967 مخالفا للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة.

 ولفتت الرسالة إلى ضرورة وفاء بريطانيا بالتزاماتها بالتعاون في إنفاذ قرارات المحكمة الجنائية الدولية والتي أصدرت مذكرة اعتقال ضد رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير دفاعه.

وإضافة للرسالة الخاصة بالموقف من حب غزة، سلّم أعضاء يمثلون الجالية الأردنية والمصرية رسائل أخرى تتعلق بهموم وتطلعات الجالية العربية الحياتية التي تمسهم، حيث طالبت رسالة المنتدى الأردني في بريطانيا على سبيل المثال بالعدول عن قرار وقف تأشيرات ETA "إيتا" التي سهلت تواصل الأردنيين في بريطانيا مع ذويهم، إذ سهلت دخول الأردنيين إلى بريطانيا.

 وقال عضو مؤتمر الجالية العربية ورئيس تحرير " منصة عرب لندن"  محمد أمين، أن هذه الزيارة والحرص على تسليم رسائل المؤتمر باليد لمكتب رئيس الوزراء تأتي في سياق إصرار المؤتمر على مواصلة ضغطه وتواصله المباشر مع رئيس الوزراء بخصوص قضايا الجالية وفي مقدمتها حرب الإبادة التي شُنت على غزة والتي خلفت كارثة إنسانية.

وأوضح أمين أن الرسالة التي قدمها وفد مؤتمر الجالية طالبت بتثبيت وقف إطلاق النار والضغط لإجبار إسرائيل على الانسحاب من القطاع، والسماح بدخول المساعدات، وإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية، وهي قضية عدالة وحقوق لشعب احتُلت أرضه وطُرد منها ومورست بحقه نكبة ثانية وحرب إبادة على الهواء مباشرة عوضا عن تحقيق العدالة له.

 وندد أمين بالانحياز الذي مارسته لندن طوال 15 شهرا بدعمها لإسرائيل رغم كل الجرائم التي ارتكبتها، والتي أصدرت مؤخرا الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق قادتها جراء ذلك.

من جهته قال الأستاذ حلمي الحراحشة عضو مؤتمر الجالية ورئيس أمناء المنتدى الأردني، أن هذه الجهود للوقوف أمام مكتب رئيس الوزراء وتسليمه عدة رسائل منها الخاص بغزة  ومنها ما يخص الجالية الأرنية والمصرية، أمر بالغ الأهمية وسيحدث أثرا مع الوقت.

 وأوضح أن على رأس أجندة الوفد جاءت القضية الفلسطينية بطبيعة الحال. أما فيما يخص الجالية الأردنية، قال الحراحشة أن رسالة الجالية طالبت بعود تأشيرة ETA -وهي تصريح السفر الذي كان معمولا به وسهل كثيرا دخول الأردنيين لبريطانيا-. وطالب بعودة هذا التصريح. 

وفي ذات السياق قال المستشار القانوني علي القدومي عضو مؤتمر الجالية العربية، أنهم  يأملون بعودة تأشيرة ETA  والتي تم إيقافها في سبتمبر الماضي دون أسباب مقنعة.

أما المستشار القانوني عمرو محب عضو مؤتمر الجالية العربية وعضو الجالية المصرية، قال إن مؤتمر الجالية العربية يواصل مراسلاته وضغطه لتعديل موقف بريطانيا إزاء القضايا العربية، مناشدا الجالية العربية كلها وبكل روابطها أن تحذوا ذات الطريق.

كما أوضح محب أنه أرسل رسالة خاصة كذلك بمطالب وهموم الجالية المصرية وفتح قنوات تواصل مع الحكومة البريطانية.

ومنذ بدء الحرب على غزة واصل مؤتمر الجالية التخاطب مع رئيس الوزراء الحالي والسابق.

 وكان "مؤتمر الجالية العربية" قد بعث برسالة في الخامس عشر من تشرين ثاني/ نوفمبر الماضي الى ستارمر، يحثه فيها على اعتبار ما يجري في قطاع غزة “إبادة جماعية”.

 كما أدان المؤتمر التصريحات السابقة لوزير الخارجية ديفيد لامي والتي أنكر فيها أن ما تقوم به اسرائيل هو "إبادة جماعية"، ليرد ستارمر في نهاية ديسبمر الماضي على رسالة المؤتمر، مؤكدا أن لندن تقود الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية وأن حكومته دعمت ذلك دوما، وأكد أنه يتوجب على إسرائيل ضمان إدخال المزيد من المساعدات إلى غزة".

وتأسس مؤتمر الجالية العربية في يونيو 2023 بمبادرة من عدد من أبناء الجالية العربية في بريطانيا والنشطاء والحقوقيين ليكون مظلة جامعة للجالية في المملكة المتحدة.

السابق ندوة في لندن تكشف النقاب عن دور بريطانيا في حرب الإبادة على غزة
التالي لندن: إطلاق مؤتمر المرأة الفلسطينية الأول في بريطانيا لتعزيز تمكين النساء في الشتات