عرب لندن 

أثارت الحملة الإعلانية التي أطلقتها شركة "أرتيسان" في سان فرانسيسكو في ديسمبر 2024، والتي تدعو إلى "توقف توظيف البشر" بسبب الذكاء الاصطناعي، جدلاً واسعاً. 

ورغم أن الرئيس التنفيذي للشركة أكد أن الحملة كانت مجرد دعابة، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح يشكل تهديداً حقيقياً للعديد من الوظائف.

وحسب ما ذكرته صحيفة التليغراف “Telegraph” أظهر استطلاع أجرته "HR Technologies UK"  أن 80% من الشركات البريطانية تخطط لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات التوظيف، مما يعكس التأثير العميق المتوقع للذكاء الاصطناعي في سوق العمل. 

من جانبه، أشار تقرير صندوق النقد الدولي إلى أن 40% من الوظائف قد تتأثر باستخدام الذكاء الاصطناعي. 

وتوقعت دراسة من معهد توني بلير أن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل حوالي 275 ألف وظيفة سنويًا في القطاع الخاص البريطاني، مع إمكانية زيادة العدد ليصل إلى مليون أو حتى ثلاثة ملايين وظيفة بحلول عام 2050.

وبدأت بعض الشركات بالفعل في تقليص أعداد موظفيها بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي، مثل شركة "كلارنا" التي خفضت 25% من موظفيها البالغ عددهم 5000 موظف، مع تعهدها بزيادة رواتب الموظفين المتبقين.

ومع ذلك، هناك وظائف ما زالت في مأمن نسبيًا من تأثير الذكاء الاصطناعي. المهن المتخصصة في الطب، مثل الجراحة وطب الأسنان وعلاج الأمراض الجلدية، ما زالت تتمتع برواتب مرتفعة. على سبيل المثال، ارتفع متوسط راتب الجراحين بنسبة 32.9% ليصل إلى 80,031 جنيهاً إسترلينياً في نوفمبر 2024.

من جهة أخرى، شهدت بعض الوظائف انخفاضًا في الرواتب بسبب تأثير الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تراجعت رواتب مستشاري الزواج بنسبة 15.3%، بينما انخفض راتب رجال الإسعاف بنسبة 35.2%. 

في المقابل، تم رصد زيادات في رواتب بعض الوظائف الأخرى، مثل موظفي الامتثال الذين ارتفعت رواتبهم بنسبة 25% ليصل متوسط راتبهم السنوي إلى 51,008 جنيهات إسترلينية.

كما أظهرت البيانات أن بعض الوظائف اليدوية، مثل السباكين، عمال الأسطح، وعمال البناء، ما زالت في مأمن من الأتمتة، حيث تحتفظ برواتب جيدة تتراوح بين 35 ألف و42 ألف جنيه استرليني.

وفيما يخص القطاعات التي تعتمد على الاتصال البشري، مثل العلاج النفسي، يرى المختصون أن هذه المهن ما زالت آمنة نسبيًا من الذكاء الاصطناعي. 

وتقول إلويس أليكسا، أخصائية العلاج النفسي في لندن، إن العلاج النفسي يعتمد بشكل كبير على التعاطف والرحمة، وهما جوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي توفيرها.

من جانب آخر، شهدت بعض الوظائف الجديدة المرتبطة بالثورة الرقمية زيادة في الفرص، مثل مهندسي الذكاء الاصطناعي وكتّاب المحتوى عبر الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت الإعلانات لهذه الوظائف بنسبة 26% في عام 2023.

بينما يتوقع أن يُحدث الذكاء الاصطناعي تغيرات كبيرة في سوق العمل، يرى بعض الخبراء أن السوق سيستمر في التحول بسرعة، مما يستدعي من العمال التكيف مع هذه التغيرات من خلال تحسين مهاراتهم والتوجه نحو وظائف جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا الإطار، أشار رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في قمة الاستثمار الدولية في أكتوبر الماضي، إلى أن "الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون فرصة إذا تم استخدامه بالشكل الصحيح". 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي أبل تدفع 77 مليون جنيه إسترليني لتسوية قضية تجسس "سيري" على مستخدمي آيفون