وجهات سياحية شهيرة يحذر البريطانيون من زيارتها في 2025
عرب لندن
مع اقتراب نهاية عام 2024، يتطلع الكثير من المسافرين إلى تحديد وجهات عطلاتهم المقبلة، ولكن تقريرًا جديدًا من شركة فودرز، المتخصصة في نشر أدلة السفر، حذر من زيارة 15 وجهة سياحية شهيرة خلال عام 2025. وتعد هذه الوجهات، التي تتصدر قوائم السفر سنويًا، تعاني من ظاهرة السياحة المفرطة، حيث يؤدي تدفق الزوار إلى ضغوط بيئية واجتماعية كبيرة.
بالي: الجنة المهددة
تصدر جزيرة بالي الإندونيسية "قائمة المحظورات الدائمة" في التقرير بسبب المشكلات الناتجة عن السياحة المفرطة. في عام 2023، استقبلت الجزيرة 5.3 مليون زائر دولي، لكن هذه الأعداد الهائلة تسببت في تراكم 303,000 طن من النفايات البلاستيكية، ما أثقل كاهل أنظمة إدارة النفايات المحلية. وصفت كريستين وينكافي، خبيرة السفر المستدام في جنوب شرق آسيا، الوضع قائلة:
"إدارة النفايات في بالي بالكاد تواكب حجم القمامة، مما يهدد المناظر الطبيعية والهوية الثقافية للجزيرة".
برشلونة: احتجاجات ضد السياحة
في إسبانيا، كانت برشلونة على رأس المدن الأوروبية التي شهدت معارضة شديدة من السكان المحليين تجاه السياح. شهدت المدينة في صيف 2023 احتجاجات حادة، شملت رش السياح بالمياه لإظهار الاستياء من اكتظاظ المدينة.
ورغم هذه الاحتجاجات، بلغت عائدات السياحة في برشلونة 9.6 مليار يورو في 2023، لكن السكان يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة والإيجارات نتيجة 10,000 وحدة سكنية سياحية مرخصة عبر منصات مثل Airbnb.
جزر البليار وجزر الكناري: معاناة مزدوجة
في مايوركا، إحدى جزر البليار، تجمعت الآلاف من الاحتجاجات تحت شعار "رفاهيتك، بؤسنا"، معبرين عن معاناتهم من ارتفاع تكاليف الإيجارات بسبب تدفق السياح والمستثمرين الأجانب. أما في جزر الكناري، فقد وصل السياح في عام 2023 إلى رقم قياسي بلغ 2.5 مليون زائر بريطاني وحدهم، ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 77٪ متوقعًا في 2025. ورغم الفوائد الاقتصادية، يطالب السكان المحليون بوقف توسع البنية التحتية السياحية.
وشدد تقرير فودرز على ضرورة إدارة الضغوط السياحية بشكل مستدام، موضحًا أن استمرار هذا النمط سيؤدي إلى فقدان الهوية الثقافية والبيئية لهذه الوجهات، مما يتطلب حلولًا جذرية لحماية المجتمعات والبيئة للأجيال القادمة.