عرب لندن
سًمح للمعلمين في بريطانيا، استخدام الكتب الصوتية لتدريس اللغة الإنجليزية في مستوى "GCSE"، حيث يزعم المدافعون عن محو الأمية أن تشغيل القصص المسجلة خلال الدروس يمكن أن يكون "مفتاحًا لتحفيز حب القراءة لدى الطلاب". ومع ذلك، يخشى النقاد أن يؤدي استخدامها إلى خفض المعايير وإضعاف قدرات القراءة، بحسب ما ورد عن "التلغراف".
وتُمنح المدارس الابتدائية والثانوية في إنجلترا وويلز واسكتلندا حرية استخدام الكتب الصوتية في الفصول الدراسية وفقًا لتقدير كل معلم.
لكن القضية أثارت جدلاً بعد أن تعرض طالب أسود يبلغ من العمر 16 عامًا لموقف محرج عندما تضمن كتاب "Of Mice and Men" لجون شتاينبك كلمة عنصرية خلال تشغيل نسخة صوتية منه في حصة دراسية.
الكلمة لم تُحذف، ما أدى إلى ضحك الطلاب داخل الفصل، وهو ما سلط الضوء على حساسية اختيار النصوص الأدبية في البيئة التعليمية، مع العلم أنه سيتم استبعاد هذا الكتاب من منهاج "GCSE" في ويلز بدءًا من سبتمبر.
ويدافع بعض المعلمين عن استخدام الكتب الصوتية كوسيلة لتقليل الاضطرابات في الفصول الدراسية، خاصة عندما يكونون مرضى أو منهكين.
ومع ذلك، يعتبر كريس ماكغوفرن، رئيس حملة "Real Education" أن استخدام الكتب الصوتية "محزن". ويقول إن هذه الممارسة "تلغي العلاقة الإنسانية الحيوية بين المعلم والطالب"، مضيفًا أن "أساس التعلم هو التواصل الشخصي، وإذا تولت الآلة هذا الدور، فأنت تقضي على هذا الأساس".
ورغم الانتقادات، تدافع منظمات مثل "الصندوق الوطني لمحو الأمية" عن فوائد الكتب الصوتية، مشيرة إلى أنها تتيح للطلاب الوصول إلى قصص قد تكون خارج مستوى قراءتهم. وتشير إلى أن سماع النصوص بأصوات ولهجات مختلفة يمكن أن يساعدهم على فهم التعبيرات والفروق الدقيقة التي قد لا تكون واضحة في النصوص المطبوعة.
في الوقت نفسه، تُظهر أبحاث أجرتها المؤسسة في عام 2023 أن الغالبية العظمى من الشباب يفضلون سماع القصص مباشرة من البالغين، مثل الوالدين أو المعلمين، بدلاً من الكتب الصوتية.
وأشارت "Barrington Stoke"، وهي دار نشر تهتم بالطلاب الذين يعانون من عسر القراءة، إلى أن الكتب الصوتية مفيدة، خاصةً للأطفال الذين يواجهون صعوبات في القراءة، حيث تساعدهم على تخيل القصص والتعاطف معها دون عبء فك الرموز النصية.
من جانبها، صرحت وزارة التعليم البريطانية (DfE) بأن "تشجيع الطلاب على تطوير عادات القراءة من خلال الاستماع، والمناقشة، وقراءة مجموعة واسعة من النصوص الأدبية" هو جزء أساسي من خطتها لتحسين المعايير التعليمية.
أما في ويلز واسكتلندا، فقد أكد المتحدثون الحكوميون أن المدارس تتمتع بالمرونة لاستخدام الكتب الصوتية كأداة تعليمية، وفقًا لما يناسب احتياجات الطلاب ونهج المدرسة.