عرب لندن 

توصل علماء إلى الرقم الدقيق من الخطوات التي يحتاج الشخص لأخذها يوميًا لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب، وذلك في دراسة شملت 33 بحثًا منفصلًا، وشارك فيها نحو 100 ألف شخص بالغ استخدموا أجهزة تتبع اللياقة البدنية.

وأظهرت الدراسة، التي نُشرت في "Jama Network Open"، أن زيادة عدد الخطوات اليومية ترتبط بتحسن الصحة النفسية. لكن المفاجأة كانت أن الهدف المعروف بـ 10 آلاف خطوة قد يكون مبالغًا فيه، خاصة عند النظر إلى تأثيره على تحسين المزاج.


العدد الأمثل للخطوات اليومية

كشف العلماء أن الأشخاص الذين يحققون 7,500 خطوة يوميًا يقل لديهم خطر الاكتئاب بنسبة 42%. أما من يخطون أقل من 5 آلاف خطوة، فكانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب. ورغم ذلك، لم تظهر الدراسة أي فائدة صحية إضافية بعد 10 آلاف خطوة.

وأضاف الباحثون أن النشاط البدني المعتدل يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في تقليل خطر الاكتئاب. كما أشاروا إلى أن العلاقة بين عدد الخطوات اليومية والاكتئاب لم يتم دراستها بشكل تفصيلي من قبل، رغم أن الدراسات السابقة أكدت أن زيادة النشاط البدني تحسن الصحة العامة.

وأوضح الخبراء أن كبار السن أو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية قد يحققون فوائد كبيرة حتى مع تقليل عدد الخطوات اليومية. وأشاروا إلى أن "القيام بشيء أفضل من لا شيء"، مؤكدين أنه من الأفضل تحديد أهداف قابلة للتحقيق، مثل تحديد 4 آلاف خطوة يوميًا للأشخاص الذين يخطون ألفي خطوة فقط بشكل منتظم.

وقالت ليندسي بوتومز، الباحثة في علم الفسيولوجيا والتمرين في جامعة هيرتفوردشاير: "السعي المبالغ فيه لتحقيق 10 آلاف خطوة يوميًا قد يضلل الناس حول كيفية الحفاظ على صحتهم". وأضافت أن "أقل من 10 آلاف خطوة يمكن أن توفر فوائد صحية كبيرة، لذا يجب أن تكون الأهداف أكثر مرونة وقابلة للتحقيق".

وعلى الرغم من أن الهدف المتمثل في 10 آلاف خطوة أصبح معيارًا شائعًا، إلا أنه ليس مبنيًا على أبحاث علمية. 

ويعود هذا الرقم إلى حملة تسويقية يابانية في الستينيات للترويج لجهاز قياس الخطوات Manpo-kei، الذي يعني "مقياس 10 آلاف خطوة" باللغة اليابانية. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الرقم معيارًا عالميًا، رغم أنه اُخْتِير ببساطة؛ لأنه رقم سهل التذكر، وليس بناءً على أسس علمية.

وأوصى العلماء في ختام الدراسة، بعدم الالتزام القسري بهدف 10 آلاف خطوة، مشيرين إلى أن أي نشاط بدني أفضل من عدم النشاط على الإطلاق. كما دعا العلماء إلى التركيز على تحديد أهداف قابلة للتحقيق لتعزيز النشاط البدني وتحسين الصحة العامة.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق دراسة: الزيوت النباتية ترفع نسب الإصابة بسرطان القولون لدى الشباب
التالي ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأمعاء بين البالغين دون الـ50 في العالم وإنجلترا في الصدارة