عرب لندن
فتحت الشرطة البريطانية تحقيقًا في جريمة قتل بعد العثور على سجين، يبلغ من العمر 49 عامًا، ميتًا داخل سجن فايف ويلز، أحد أحدث السجون البريطانية، صباح الثلاثاء 10 ديسمبر 2024.
ووفقًا لشرطة نورثامبتونشاير، اُسْتُدْعِي الضباط إلى السجن حوالي الساعة 9:30 صباحًا بعد تلقيهم بلاغًا عن الوفاة المفاجئة. واُعْتُقِل شاب يبلغ من العمر 20 عامًا للاشتباه في ارتكابه الجريمة، وهو حاليًا رهن الاحتجاز، بينما تواصل الشرطة تحقيقاتها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة ذا صن "The Sun" يعد سجن فايف ويلز، الذي افتتح في 2022 بتكلفة 253 مليون جنيه إسترليني، أحد أبرز نماذج السجون الحديثة في بريطانيا. وتديره شركة G4S للأمن، ويضم حوالي 1,700 نزيل من فئة "سي" (السجناء الأقل خطورة).
ورغم التوقعات الكبيرة عند إنشائه، يواجه السجن تحديات كبيرة. تقرير حديث كشف أن أكثر من 750 موظفًا عُيِّنُوا منذ افتتاح السجن، إلا أن أقل من 300 منهم استمروا في العمل بعد عامين فقط. هذا النقص الكبير في عدد الموظفين دفع السجن للاعتماد على موظفين مؤقتين من سجون أخرى لضمان استمرارية العمليات.
ولا تعتبر الحادثة الأخيرة في سجن فايف ويلز، الأولى من نوعها، التي تثير الجدل. ففي مارس الماضي، تعرض سجين للطعن أكثر من 30 مرة على يد زميله باستخدام أداة حادة. وفي يناير، كشف تقرير عن انتشار واسع للمخدرات داخل السجن، بالإضافة إلى نقص الدعم الكافي للسجناء.
ورغم التحسينات الملحوظة التي حُقِّقَت في نوفمبر الماضي في مجالات العلاقات بين الموظفين والنزلاء، والرعاية الصحية والاجتماعية، إلا أن معدلات إيذاء النفس لا تزال مرتفعة، حيث تم تسجيل 26 حادثة خطيرة خلال الأشهر الستة الأخيرة.
ومن جهته، أكد متحدث باسم سجن فايف ويلز أن الشرطة تحقق في ملابسات وفاة السجين، مضيفًا: "نعرب عن خالص تعازينا لعائلة وأصدقاء الفقيد ونتعاون بشكل كامل مع التحقيقات الجارية".
وفي سياق متصل، تناولت وزيرة العدل شابانا محمود، الحادثة في جلسة أسئلة بمجلس العموم، حيث قالت "إن الحادثة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها قطاع السجون".
وأشارت إلى خطط الحكومة لبناء 14 ألف زنزانة جديدة خلال العقد المقبل، مؤكدة أن زيادة القدرة الاستيعابية للسجون وحدها لن تكون كافية.
وأضافت الوزيرة: "لا يمكننا بناء طريقنا للخروج من هذه المشكلة. يجب أن تكون لدينا مراجعة مستقلة للأحكام لضمان وجود أماكن كافية في السجون لمن يحتاجون إلى الاحتجاز".
ومن جانبه، انتقد رئيس لجنة العدل آندي سلوتر، الظروف في بعض السجون البريطانية، واصفًا إياها بـ "المخازن البشرية"، خاصة في السجون القديمة التي تعيق عملية إعادة التأهيل.