عرب لندن
قامت الحكومة البريطانية بتكليف العائلة الماكلة باستقبال قادة دول الخليج، في إطار الآمال بالتوصل إلى صفقة تجارية مع الدول الغنية بالنفط.
وسيستقبل الملك تشارلز أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وزوجته الأولى الشيخة جواهر في قصر باكنغهام هذا الأسبوع – وهي الزيارة الرسمية الأولى في عهد الحكومة العمالية الجديدة.
تأتي هذه الزيارة وسط نشاط دبلوماسي مكثف مع دول مجلس التعاون الخليجي الست، البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات.
وبحسب صحيفة "الغارديان" يسعى كير ستارمر ووزير الخارجية ديفيد لامي لاستخدام القوة الناعمة للعائلة المالكة البريطانية للمساعدة في إبرام اتفاقية تجارة حرة مع دول مجلس التعاون الخليجي.
ويأملون أن تساهم دول الخليج في زيادة استثمارات صناديق الثروة السيادية في بريطانيا وأن تلعب دورًا في التوسط في النزاع في الشرق الأوسط.
جدير بالذكر أن التجارة السنوية لبريطانيا مع دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 57 مليار جنيه إسترليني، وهي في المراحل النهائية للتفاوض على اتفاقية تجارة حرة من المتوقع أن تزيد هذا الرقم بنسبة 16%.
كما تسعى حكومة ستارمر إلى إبرام صفقات تجارة حرة مماثلة مع سويسرا وكوريا الجنوبية، والآن مع الهند، لكن من المفهوم أن دول مجلس التعاون الخليجي هي الأولوية الحالية.
وفي الأسبوع الماضي انضم الأمير ويليام إلى ولي العهد العماني، ذياب بن هيثم، في "الجمعية الجغرافية الملكية" بلندن لإطلاق "جوهرة العرب"، وهي حملة تعرض جمال الصحراء الطبيعية لعمان لتلاميذ المدارس في البلدين.
وقد تم دعوة ويليام ليكون راعيًا مشتركًا لهذه الحملة، وهو ما أسعد وزارة الخارجية البريطانية، وأعرب عن رغبته في العودة إلى عمان التي زارها في 2019. وقال: "سنحقق شيئًا ما. الوقت يمر بسرعة". وفي وقت لاحق من هذا الشهر، سيسافر ستارمر إلى الإمارات والسعودية.
رغم أن حكومة ريشي سوناك المحافظة وضعت بعض الأساس للتجارة والوساطة، لكن حزب العمال يسعى إلى ترسيخ العلاقة التي كانت هشة في السنوات الأخيرة.
وبهذا الصدد، قال الدكتور نيل كويليام، متخصص في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "تشاتام هاوس" الفكرية: “أدت سنوات جونسون إلى سوناك إلى استنفاد صبر شركاء بريطانيا في الخليج – الذين كانوا جميعًا يبحثون عن فرص جديدة في بريطانيا بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي”.
عقب على ذلك: "لكنهم، في معظم الحالات، شعروا بالإحباط من تركيز القادة المحافظين المتتاليين على القضايا المحلية والسياسة الحزبية. تم إلغاء عدد من الزيارات رفيعة المستوى في اللحظة الأخيرة".
وأضاف أن التغيير السريع في الوزراء جعل من الصعب إقامة علاقات قوية موثوقة مع وزراء الخليج. مشيرًا إلى أن في مثل هذه الأوقات، من الشائع إرسال أفراد من العائلة الملكية لطمأنة شركاء الخليج بأن العلاقات مستمرة وأن بريطانيا تشارك في علاقات ذات مغزى استنادًا إلى الروابط التاريخية.