حازم المنجد-عرب لندن
مع احتدام التنافس في سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية بين مرشحة الحزب الديمقراطي ونائبة الرئيس الحالي كاملا هآرتس، وغريمها عن الحزب الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، والمزمع إجراؤها في الخامس من شهر تشرين الثاني/نوفمبر، وبينما تتجه أنظار العالم بأسره صوب معرفة هوية ساكن البيت الأبيض لأقوى دولة مهيمنة ومسيطرة على مقاليد النظام الدولي، خصص مركز دار الإسلام شمالي مدينة لندن برنامجه الشهري من أجل مناقشة الانتخابات الأمريكية وتأثيرها على تداعيات الأحداث والتطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط في ضوء العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من عام على غزة و الأراضي الفلسطينية وامتداده نحو الجبهة اللبنانية، إلى جانب تصاعد حدة أعمال العنف والضربات العسكرية المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
وعقد المركز ندوة عامة مساء الأربعاء، شارك فيها كل من الإعلامي الفلسطيني أ. محمد عايش، والباحث والمحلل السياسي العراقي أ. زيد العيسى، وأدار الحوار الإعلامي أ. يحيى حرب، وحضرها ثلة من المثقفين والأكاديميين والناشطين السياسيين العرب المقيمين في بريطانيا، إضافة لتواجد طيف متنوع من أفراد الجالية العربية، وغطتها بشكل حصري منصة "عرب لندن".
وقد افتتحت الندوة بتلاوة عطرة من آيات القرآن الكريم، ومن ثم ألقى الأستاذ يحيى حرب كلمة تمهيدية حول موضوع الندوة والتعريف بالضيوف المشاركين، أعقب ذلك حلقة نقاش موسعة، سبر من خلالها كل من الأستاذين محمد عايش وزيد العيسى غور السياسة الخارجية الأمريكية منذ عقود طويلة حيال مجمل القضايا المتعلقة بالشأن العربي والتي لا تلعب عادةً دورا كبيرا في تحديد ميول الناخب الأمريكي وتفضيلاته بين المرشحين إذا ما قورنت بتأثير الشؤون الداخلية " اقتصاد،ضرائب، الهجرة، والحريات العامة كحق الإجهاض" ، إذ أكد أ. عايش على وجود نوع من التماهي شبه التام بمواقف الإدارات المتعاقبة على زعامة البيت الأبيض بخصوص الاستراتيجيات والمسائل الخارجية الكبرى، بصرف النظر عن الخلفية الحزبية للرئيس الأمريكي سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً، ولاسيما فيما يتعلق بعملية الدعم غير المحدود والمشروط لحكومات دولة الاحتلال منذ نشأتها على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مرورا بحرب الخليج الثانية واحتلال العراق سنة 2003 ضمن ما يعرف "بالحرب على الإرهاب" ومشروع "الفوضى الخلاقة" القائمة على خلق حالة من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط و تقسيم الدول العربية وتفتيت كيانها من خلال الاستثمار في اختلاف انتماءات شعوبها دينياً ومذهبيا وعرقياً، وصولاً إلى المرحلة الراهنة "الحرب على غزة ولبنان" والتي برهنت بشكل قاطع وجلي التزام إدارة الرئيس جو بايدن بحماية أمن إسرائيل وتمكين قواتها من ارتكاب كل هذا الكم من الجرائم والمجازر الوحشية، غير مكترثةٍ بدماء وآلام ومصير ومستقبل العرب والمسلمين.