"ترانيم النهرين". معرض يروي حكاية الفن والتراث العراقي في بلاد المهجر
حازم المنجد-عرب لندن
يلعب الفن على اختلاف أنواعه ومستوياته دورا أساسيا في تشكيل الهوية الثقافية والحضارية للشعوب والأمم منذ المراحل الأولى لتاريخ البشرية، إلى جانب قيامه بإبراز الجوانب الجمالية والإبداعية التي تميز شعباً ما في أرضٍ أو منطقة معينة، وباعتبار أن بلاد ما بين النهرين في العراق أو ما تعرف ببلاد الرافدين "الممتدة بين نهريّ دجلة والفرات" تعد إحدى أقدم وأغنى المراكز الحضارية في العالم "أكّاد وبابل وآشور"، وتشهد بشكل مستمر ولادة فنانين وشعراء ومبدعين في شتى المجالات والاختصاصات على مدار حقبٍ وأزمنةٍ متعاقبة يجري توارثها من جيل لآخر.
وضمن هذا الإطار، احتضنت عاصمة الضباب "مساء الجمعة" بمنطقة كنسينغتون، معرضاً فنيا يحمل في طياته عنوان أهم مكوّن ساهم في نشوء حضارة العراق الموغلة في القدم والعراقة والمتجذرة بالأصالة والجمال، جمع أربعةً من أشهر الفنانين العراقيين في بريطانيا، وهم، الفنانان التشكيليان محمد الدعمي وعلاء جمعة والفنان التجريدي علاء سريح، والنحات زيد الفكيكي، وحضره عدد كبير من أفراد المجتمع العربي والعراقي المقيم بلندن.
وقد تنوعت الأعمال الفنية التي شملت لوحات "زيتية ومائية"، ومنحوتات ورسومات مميزة بين المواضيع الشعبية والتراثية ذات الطابع والخصوصية العراقية بكل ما تحمله وتزخر به من روحانيات وفضاءات وألوان فريدة، وبين الأعمال الواقعية والاجتماعية والمهن الحرفية التي ما زالت تمارس في العراق حتى الآن، مقدمةً في مجملها صورة مشرقة ومتنوعة عن حضارة "بلاد الرافدين" ومنتوجها الفني والثقافي.