من لندن "متحدون لأجل الإنسانية".. عنوان لأمسية تضامنية مع فلسطين
حازم المنجد - عرب لندن
في خضم الأحداث المريرة والمؤلمة، واستفحال المجازر غير المسبوقة وبشاعة فصولها المتكشفة يومياً من قطاع غزة، بينما تصر قوات الاحتلال الإسرائيلي على الاستمرار في ارتكبها لأكثر من عام على مرأى ومسمع العالم، فقط لمجرد الانتقام والتشفي من المدنيين و التلذذ بصور إراقة دمائهم، ومشاهد تدمير منازلهم ومحاصرتهم وتهجيرهم من مكان لآخر وقصف مراكز التي تأويهم وحرق من فيها أحياء.
وإزاء صعوبة وصف مايعيشه الفلسطينيون من معاناة وكارثة إنسانية لا حدود لها من جميع النواحي الحياتية والمعيشية، فاقت تصورات وتخيلات العقل البشري في القرن الحادي والعشرين، نظم العاملون في القطاع الصحي البريطاني أمسية تضامنية مع فلسطين، مساء الجمعة، وسط العاصمة لندن، شارك فيها طيف واسع من أفراد المجتمع المحلي على اختلاف انتماءاتهم الدينية والعرقية والثقافية.
كما كان هناك حضور واضح لشخصيات سياسية، أبرزهم السفير الفلسطيني حسام زملط، وممثلين عن منظمات حقوقية في بريطانيا كمنظمة العفو الدولية "أمنيستي"، فضلاً عن تواجد رجالات دين مسلمين ومسيحيين ويهود، وغطتها وسائل إعلامية عدة.
وأكد المنظمون على أن الهدف من وراء إقامة هذه الأمسية التي شهدت نسيجا من الصلوات والكلمات والأصوات والشعر والقصص المؤثرة "عما يدور من مجازر و فظاعات في غزة"، إنما يعد بمثابة التذكير بإنسانيتنا قبل كل شيء، وتكريما لذكرى الشهداء والأطفال والنساء، والالتزام بالتعاطف والرحمة، والحاجة الملحة لبناء جسور بين المجتمعات في سبيل مكافحة الظلم والقهر والاضطهاد الذي يطال الفلسطينيين منذ عقود طويلة.
كما تعد الأمسية مناسبة للتذكير بأولئك الذين ضحوا بحياتهم على الخطوط الأمامية "الطواقم الطبية وفرق الإغاثة والدفاع المدني". علاوة على الإصرار بالنهوض سوياً للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار دون شروط أو قيود في غزة ولبنان معاً، والسماح غير المقيد بوصول وتدفق المساعدات الإنسانية الأساسية وإعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية، وإنهاء كافة أشكال الاحتلال ونظام الفصل العنصري والاعتراف بالدولة الفلسطينية كخطوة ضرورية في بناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة قائم على السلام والاستقرار ويحدده مبدأ العدل والمساواة.