عرب لندن- لندن
جمعتهم فلسطين ولبنان في زمن الإبادة، وعلى وقع استمرار حرب الإبادة في فلسطين وتوسعها إلى لبنان، ومع الذكرى السنوية الأولى التي تمر عليها، احتشد شعراء ومثقفون وإعلاميون بلندن في أمسية شعرية جمعتهم ليبرقوا شعرا وخواطر ورسائل لبلدانهم من مغتربهم، وليرسلوا رسائل أمل ودعم لصمود أهلهم في وجه الهجمة الصهيونية الشاملة.
ونظمت منصة "عرب لندن" مساء الجمعة أمسية شعرية شارك فيها الإعلامي والصحافي اللبناني محمد نون والشاعر التونسي أحمد زعبار وأدارتها الناشطة في مجال حقوق المرأة سندس الحسني.
وكانت الأمسية عربية بامتياز، حيث ألقى فيها الشاعر التونسي والعراقي واللبناني والسوري قصائد لفلسطين ولبنان ولكل الدول العربية ما جسد الوحدة العربية في المهجر، وهو الأمر الذي عبر المشاركون عن حلمهم بأن يروه يتجسد في بلدانهم، فإسرائيل وفقا لهم تستهدف العرب جميعا ولا تفرق في إبادتها لهم بين المشرقي والمغربي، بين المسلم والمسيحي ، بين الشيعي والسني.
وقال محمد أمين رئيس تحرير "منصة عرب لندن"، إن هذه الأمسية تأتي في أوقات عصيبة تمر بها القضية الفلسطينية ولبنان والمنطقة، فهذا الجنون الصهيوني يستدعي تكثيف الفعاليات الثقافية والشعرية جنبا إلى جنب مع السياسية وتجمع وتلاقي أبناء الجالية العربية في بريطانيا لإرسال رسائل وفاء وأمل لبلدانهم وأيضا للتنسيق والتشاور بينهم بخصوص تللك القضايا. واعتبر أمين أن الحضور الواسع في الأمسية دليل على أن في لندن طاقات عربية ثقافية وأدبية عديدة ومهتمون كثر بالشعر والثقافة وخاصة أدب وثقافة المقاومة، ومن دور منصة عرب لندن وكل المنصات والأندية احتضانهم وإتاحة الفرصة للجمهور للاستماع لهم.
واختارت عرب لندن عقد الأمسية في "بيت الفزاني الثقافي"، لمحاكاة الأجواء العربية التراثية الثقافية، حيث تحولت الأمسية لقمة عربية شعرية عبر فيها الشعراء والحضور عن انفطار قلوبهم لما تتعرض له غزة والضفة ولبنان وبعثوا رسائل وفاء وأمل واسناد وصمود لفلسطين ولبنان.
من جهته قال الإعلامي اللبناني محمد نون، أنه كتب قصيدته في الانتفاضة الأولى عام 1987 وتحديدا عند اقتحام الأقصى خلال تلك الفترة، وأنه حاول النوم عند اقتحام الأقصى في أحد المساءات عام 1990 دون فائدة ليكتب في تلك الليلة قصيدته "ثورة الحجارة"، وعاد نون ليطورها بعد 37 عاما ليحاكي المشهد الذي يجري الآن من محاولة إبادة للشعب الفلسطيني بمقابل صمود أسطوري لهذا الشعب. وقال نون أن هذا الحضور الواسع للجالية العربية يعكس أهمية هذه الأمسيات في تلاقي الجالية العربية، وأن كل الحاضرين كانوا متمسكين بالأمل رغم الألم، وكل هذه المشاعر الصادقة الفياضة ينبغي كتابتها وتوثيقها وبث الطاقة الإيجابية، وأن الصراع في قضايا العدالة هو صراع تاريخي وأزلي ويبدو هنا دور الشاعر والكاتب، فكم من كلمة كانت أقوى من مدافع كثيرة.
من جهة قال الشاعر التونسي أحمد زعبار، إن هناك شعب مقاوم في فلسطين ولبنان ولابد من التوعية عبر الكلمة والتي يجب أن تأخذ حقها، مشيرا إلى أن قصائد اليوم كانت عن فلسطين ولبنان وهذا أقل الواجب بحسب تعبيره وأقل ما يمكن أن يقدمه الأدباء إذ لا يوجد قضية إنسانية أهم مما هو في فلسطين ولبنان، مناشدا العرب الاستيقاظ والتنبه إلى أنهم شعب وأمة واحدة، وتجاوز كل الخلافات التي لا أساس لها، فلا فرق بين سني وشيعي ولا مسلم ولا مسيحي وأن الأعداء حاولوا عبر السنين إثارة هذه الفتن.
أما الفنان المغربي رشيد غلام فلفت إلى إن كل خطاب إنساني للقضية سواء شعر أو ندوة أو فن هو خطاب مطلوب في هذه الفترة ويجب أن يلبى نداؤه، والشعر له قيمة قوية جدا وحماسة وعمق في الأثر، وبيانه يشرح القضية ويوصلوها داعيا لتكثيف مثل هذه الأمسيات والفعاليات .
وكان لافتا مبادرة العديد من الحاضرين لإلقاء قصائد خاصة بهم، فلم تقتصر الأمسية على الشعراء المدعوين وإنما بادر عدد من الحضور لاغتنام الفرصة وإلقاء قصائد لفلسطين ولبنان، وكلهم قالوا أن ما يجري في فلسطين ولبنان أفاض ما في دواخلهم من مشاعر وحنين وحب لبلدانهم وغضب من هذه الهجمة الصهيونية الوحشية التي تستهدف العرب كأمة وبلدان وكهوية.
ويذكر أن منصة عرب لندن هي المنصة العربية الأولى التي تجمع الجالية العربية عبر فعاليات ثقافية وتراثية وفكرية وتبدي جسورا من التفاهم بينهم، وكذلك بينهم وبين البريطانيين وغيرهم من الجنسيات التي تعيش في لندن.