لندن - عرب لندن

شهدت شوارع لندن اليوم مشاركة مئات الآلاف من المتظاهرين في المسيرة الوطنية من أجل فلسطين، إحياءً لذكرى الإبادة الجماعية في غزة وتعبيرًا عن تضامنهم مع شعب غزة، الضفة الغربية، ولبنان الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي متواصل. وطالب المتظاهرون بوقف الابادة المستمرة، و تحقيق العدالة وحقوق الإنسان والحرية للشعب الفلسطيني. 

ونُظمت المسيرة بالتعاون بين عدد من المؤسسات الداعمة لفلسطين مثل حملة التضامن مع فلسطين  والمنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وتحالف أوقفوا الحرب، أصدقاء الأقصى، والرابطة الاسلامية في بريطانيا، وحملة نزع السلاح النووي. وقد تميزت بحضور عدد من الشخصيات البارزة والمتحدثين الذين أكدوا دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية. من بين المتحدثين كانت جوليا صوالحة، الممثلة الشهيرة، وليان محمد، الناشطة الفلسطينية البريطانية، وطوني قطان، المغني الفلسطيني.
وألقى سليمان الشرفا، رئيس نادي أصدقاء فلسطين في جامعة كوين ماري، كلمة حماسية قال فيها: "نحن نقف معًا لأننا نؤمن بالعدالة لفلسطين ولبنان، لأننا نؤمن بأن كل حياة بشرية تستحق أن تعيش خالية من القمع، وخالية من الخوف، وخالية من العنف اليومي للاحتلال. الصمت ليس خيارًا بالنسبة لنا. كطلاب و كأشخاص يفهمون أن القمع في أي مكان يشكل تهديدًا للحرية في كل مكان، يجب أن نتحدث. يجب أن ننهض. يجب أن تردد أصواتنا نداء التحرير الفلسطيني واللبناني، ليس فقط في هذه اللحظة، ولكن حتى تتحقق العدالة الحقيقية ".
ستيفن كابوس، أحد الناجين من المحرقة، ألقى كلمة مؤثرة حول ضرورة دعم الشعوب المضطهدة، مشيرًا إلى التشابه بين الظلم التاريخي الذي عايشه وبين ما يعيشه الفلسطينيون اليوم. كما تحدثت زارا سلطانة، النائبة المستقلة، وحمزة يوسف، رئيس الوزراء السابق لاسكتلندا، وجيريمي كوربين، النائب المستقل، حيث أدانوا الجرائم الإسرائيلية المتصاعدة ضد غزة، الضفة الغربية، ولبنان.
رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ورددوا شعارات مثل "أوقفوا تسليح إسرائيل" و"أنهوا الاحتلال"، مؤكدين على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فورًا. كما دعا المحتجون إلى إنهاء المجازر في غزة، ورفع الحصار العسكري عن الضفة الغربية، ووقف القصف والغزو الإسرائيلي للبنان، الذي أسفر عن سقوط آلاف الضحايا المدنيين وتدمير واسع للبنية التحتية.
وفي نداء لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، دعا المتظاهرون الحكومة البريطانية إلى وقف دعمها لإسرائيل ووقف تزويدها بالأسلحة التي تُستخدم في الاعتداءات المتواصلة على الفلسطينيين واللبنانيين. بعد عام كامل من الاحتجاجات التي تطالب بالعدالة، شدد المتظاهرون على ضرورة استماع ستارمر إلى أصوات الجماهير التي تطالب بالتحرك الفوري لإنهاء العنف.
تأتي هذه المسيرة في وقت وصلت فيه الأزمة الإنسانية في المنطقة إلى مستويات حرجة، مع نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين، ومقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وتدمير المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات صارمة وفرض عقوبات على إسرائيل حتى يتوقف العدوان.
اختتمت المسيرة مع دعوات لاستمرار الضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ موقف أقوى لدعم حقوق الفلسطينيين. وشدد المنظمون على أهمية الحفاظ على التركيز العالمي على المنطقة مع استمرار تصاعد العنف الإسرائيلي.
تُعد هذه المسيرة الوطنية من أجل فلسطين جزءًا من حركة دولية متنامية تطالب بالعدالة للفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، ورفع الحصار عن غزة، ووقف الهجمات العسكرية الإسرائيلية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وتقدر أعداد المشاركين فيها بنحو 300 ألف مشارك.
 

التالي لندن: مسيرة وطنية السبت تضامناً مع غزة ولبنان وإحياءً لذكرى مرور عام على العدوان