الأديبة المقدسية حنان عواد: المقاومة تحرك وجدان الشعوب.. وفلسطين التاريخية لا تقسم
حازم المنجد-عرب لندن
نظم نادي حبر أبيض البريطاني، مساء الأحد، ندوة شعرية تحت عنوان "حنان عواد: نصف قرن من الشعر والنضال" في منطقة ايليغ غربي لندن، جمعت نخبة من الأدباء والشعراء العرب المقيمين في بريطانيا وخارجها، وذلك بهدف تسليط الضوء على الإسهامات الأدبية والثقافية للكاتبة والشاعرة الفلسطينية حنان عواد، ودورها الريادي في أدب المقاومة ومسيرة النضال وتاريخ ثورة الشعب الفلسطيني منذ حدوث نكبة عام 1948 مرورا بنكسة 1967 وما أفرزته من تداعيات وأزمات سياسية واجتماعية وجغرافية وأمنية مازالت تعاني منها فلسطين والأمة العربية حتى يومنا هذا، في ظل مجابهة أعتى أنواع الاحتلال وأكثرها وحشيةً وأجراماً على مر العصور، ألا وهو "الاحتلال الصهيوني".
وقد افتتح الندوة الشاعر التونسي أحمد زعبار، حيث ألقى كلمة مقتضبة رحبت بالأديبة الضيفة، وعرفت بأهم مؤلفاتها الأدبية والبحثية وكذلك المناصب التي شغلتها في المنظمات والهيئات سواء المحلية أو الدولية، إلى جانب مسيرتها السياسية الحافلة بالوطنية خلال عملها كمستشارة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
من جهتها، وفي مستهل حديثها، ألقت الأديبة حنان عواد عددا من الأبيات الشعرية، حيّت عبرهم فلسطين والقدس وغزة وتضحيات الشهداء والمقاومين المتمسكين بالنضال والدفاع عن أرض فلسطين حتى آخر نفسٍ و قطرة دم، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة قاطبة تعيش لحظات صعبة ومصيرية هذه الأيام، وأن لا بد للكلمة من أن تصوب نحو الحقيقية "كالبندقية" وأن تعلي شأن الشهداء.
وأضافت عواد في حديثها لـ"عرب لندن" بأن الأدب المقاوم هو تاريخ الثورة الفلسطينية وهو الأدب الثوري، والكلمة الحرة التي تقف أمام كل ممارسات الاستعمار والاحتلال بكل أشكاله وصوره، وترتفع نبرته وفق ظروف المرحلة والواقع الثوري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ليجسد نضالاته وتضحياته ومعاناته، معتبرةً أن حرب الإبادة الجماعية التي تشن على المدنيين في غزة أثرت كثيرا في وجدان الشعراء والأدباء الفلسطينيين والعرب وحتى على الصعيد الأدب العالمي أيضاً، وهذا ما نجم عنه تفاعل غير عادي مابين العالم وما بين ما يجري من فظائع وآلام تصيب الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، لذلك فإن المقاومة "وفق عواد" تحرك وجدان الشعوب وتصنع صورة التحدي الحقيقي ليس لدى صاحب المشكلة فحسب وإنما على مستوى الإنسانية جمعاء، الأمر الذي تجسد في حركة التضامن الشعبي وهبة طلاب الجامعات على نطاق واسع وفي مختلف أنحاء العالم نصرةً لفلسطين ضد المحتل.
وأكدت عواد أن الإرادة الصلبة للشعب الفلسطيني والصمود في الوطن هو النضال الحقيقي، حيث أن فصيلا فلسطينيا يواجه بمفرده الاحتلال الذي يقف وراءه ويدعمه دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا ومعظم حكومات الاتحاد الأوروبي، ولا زال يقاوم بالرغم من الدمار والمعاناة و استشهاد عدد كبير من المدنيين والمناضلين الذين زينت دمائهم ثرى فلسطين، معتبرةً أن الشهادة هي الطريق الى الخلود والصورة الاستثنائية في الدفاع الإنساني عن الوطن والهوية والكبرياء الوطني، إذ أن العشق الحقيقي هو ما بين الانسان والأرض، وما بين الإنسان وهويته الوطنية وما بين الإنسان والتاريخ، وأن النصر قادم بإذن الله.. مستشهدة بقول الشاعر الكبير محمود درويش "من لا يعشق لا يحسن القتال"، وقوله أيضاً "آه فلسطين.. يا اسم الترابِ.. واسم السماءِ.. ستنتصرين".
واختتمت عواد حديثها متفائلة بالقول: نحن نناضل بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وبدعم الشعوب العربية وأصدقاء الشعب الفلسطيني في كل أنحاء العالم سنتمكن من تحرير فلسطين التاريخية التي لا تقسم ما بين شمال وجنوب ولا غرب ولا شرق ، وعاصمتها القدس التي لا تقسم كذلك -لا شرقية ولا غربية-.