(فيديو) سكان "هارو" غرب لندن يتحدون ضد العنصرية والتطرف
حازم المنجد-عرب لندن
احتشد أهالي حيّ "هارو" غرب العاصمة لندن ، مساء أمس، بالقرب من المكتبة المركزية، بهدف التصدي لليمين المتطرف وقطع الطريق على تواجد أنصاره في شوارع منطقتهم، بعدما اختيار الحيّ كأحد نقاط التظاهر التي دعا إليها يوم الأربعاء في عدد من المدن والبلدات البريطانية، حيث وحدّ الأهالي صفوفهم وبعثوا برسالة حضارية تؤكد على حرصهم الحفاظ على قيم التآخي والتسامح والعيش المشترك التي تجمع مختلف الأديان والأعراق والانتماءات التي يتكون منها مجتمع "هارو" المحلي ، وعدم السماح بانتشار أي مظهر من مظاهر العنصرية والتطرف والفاشية والترهيب والترويع في طرقاتهم.
وتخلل المظاهر التي شارك فيها طيف ديني متنوع من المسلمين والمسيحيين واليهود والهندوس وغيرهم،رفع الأهالي لافتاتٍ ترحب باللاجئين من ذوي الأصول المهاجرة، وتدين أعمال الشغب والعنف والاعتداء على المجتمعات والمراكز الإسلامية التي شهدتها بعض مناطق ومدن المملكة المتحدة ، إثر مقتل 3 فتيات طعنا الأسبوع الماضي وانتشار معلومات مضللة حول هوية منفذ الهجوم.
وأطلق المتظاهرون هتافات تندد بزعيم اليمين المتطرف تومي روبنسون والحملات التحضيرية والعنصرية وخطابات الكراهية والإسلاموفوبيا التي يقودها بشكل مكثف ضد المسلمين مؤخراً.
من ناحية أخرى، اعتبر المتظاهرون، أن الحكومات البريطانية المتعاقبة منذ عقود طويلة، لعبت دورا أساسياً في تغذية مشاعر الكراهية ضد المسلمين داخل المجتمع البريطاني، سواء عبر سياساتها الخارجية في العالمين العربي والإسلامي، أو من خلال التغاضي عن المحتوى الإعلامي الذي ينشر معلومات مسيئة ومضللة عن المسلمين ويخوف البريطانيين من تصاعد خطر الإسلام و إمكانية سيطرته على بلدهم، داعين في الوقت ذاته حكومة كير ستارمر إلى تحمل مسؤولياتها تجاه حماية المجتمعات المسلمة في بريطانيا، والإسراع في اتخاذ إجراءات صارمة و التعامل بحزم أكبر مع أي نشاط يميني متطرف، وأن تضرب بيد من حديد على كل من يشكل خطراً على السلم الأهلي والمجتمعي في بريطانيا، الذي طالما اعتبر نموذجا يحتذى به بالنسبة لباقي دول وشعوب العالم لناحية التعدد والتنوع والغنى الثقافي والتعايش الحضاري.