حازم المنجد-عرب لندن

حضر ثلاث طلاب من كلية لندن للدراسات الشرقية والإفريقية، المشهورة اختصاراً بـ "SOAS"، عصر اليوم الخميس، جلسة قضائية شمالي لندن في محكمة "هايبري كورنر الابتدائية"، المختصة في التعامل مع القضايا المدنية والجنائية للأفراد البالغين، وذلك على خلفية حادثة وقعت منذ حوالي أسبوعين داخل حرم الكلية، وتحديدا في ما يعرف بالمنطقة المحررة التي تضم خياما يعتصم فيها الطلبة المتضامنين مع فلسطين، والذين يرفضون تواطؤ إدارة الكلية مع جرائم إسرائيل الوحشية وعملية الإبادة في غزة، حيث تعرض عدد من الطلبة والناشطين، في ساعات مبكرة من صباح يوم 9 حزيران/يونيو الماضي، إلى اعتداءات لفظية وجسدية من قبل شخصين لديهما سمعة سيئة وارتباطات مشبوهة بالنظام الصهيوني، وعند محاولة ممن تعرض لهذا الهجوم غير المبرر، الدفاع عن النفس والقيام بإبعاد المعتدين عن ساحة الاعتصام، تفاجأ الطلاب بلجوء الشرطة البريطانية، بعدما جرى استدعاؤها بناءً على طلب من أولئك المناصرين للصهيونية، لاستخدام العنف والقوة المفرطة من ضرب وركل وسحل عند التعامل مع الطلاب المعتصمين وأولياء أمورهم الموجودين برفقتهم في مخيم الاعتصام، مما تسبب بوقوع إصابات بين صفوفهم، واعتقال عدد منهم حتى اليوم الثاني، وتوجيه الاتهامات لهم زورا، دون معرفة أصل المشكلة وحقيقة ما حدث، وإنما الاكتفاء بمجرد الانسياق الأعمى وراء الأكاذيب والافتراءات.

وبعد الاستماع لشهادات الطلاب المستدعين للتحقيق، حدد قضاة المحكمة جلسة أخرى، من المقرر أن تعقد في مطلع شهر أيلول/سبتمبر القادم، ومن الممكن أن تستغرق الإجراءات القانونية أشهر طويلة قبل النطق بالحكم والبت بشكل نهائي في القضية، ولم يتضح بعد ماهية الأحكام التي يمكن أن تصدر بحق الطلاب، ولكن الناشطة المصرية عزة أحمد زكي، وهي أم لطالبين من الطلاب الثالثة، صرحت لموقع "عرب لندن" بأن المحامين الموكلين بالدفاع عن الطلبة أكدوا لها بأن الأمر ليس بالسهل، وهي حالة نادرة، وعلى درجة عالية من الخطورة ، معبرةً في الوقت ذاته عن صدمتها من عدم قيام الشرطة باعتقال الشخصين اللذين تسببا في افتعال الحادثة بالأساس، وعدم فتح أي تحقيق معهم أو اتخاذ إجراءات بحقهم، مما يدل على حد تعبيرها، على ازدواجية المعايير في بلد يفترض أن تكون الديمقراطية وحرية التعبير أحد أهم دعائهما، مضيفةً، أنه على الرغم من حالة الظلم الحاصلة، إلا أن مشاعر الفخر والاعتزاز تنتابها بشكل كبير بسبب ووقوف أبنائها بجانب مأساة الشعب الفلسطيني ودفاعهم عن قضيته العادلة.            

وشهدت جلسة المحكمة حضور عدد كبير من الناشطين المناصرين لفلسطين والمتعاطفين مع الطلاب الثلاثة، إذ تجمعوا في محيط مبنى المحكمة في وقت مبكر، ورددوا هتافات تطالب بإقفال القضية وإسقاط التهم والادعاءات الباطلة الموجهة ضد الطلاب، وسط حملهم الاعلام الفلسطينية وتأكيدهم على مواصلة التظاهر والخروج للشوارع دون خوف، مهما بلغ حجم الضغوطات والمضايقات التي تمارس عليهم ومن أي جهة كانت، إلا أن يتوقف مسلسل الإبادة والإجرام والقتل الجماعي، ويزول الاحتلال، ويكسر الحصار الخانق المفروض على المدنيين، وتنتهي معاناتهم الإنسانية.

السابق تقرير: مناخ بريطانيا يزداد حرًا ورطوبة
التالي ضابط سابق في شرطة العاصمة: العنصرية لعبت "دورا مهما" في حادثة مطار مانشستر