لندن - عرب لندن

بدأت الجالية العربية في بريطانيا إجراء تقييم شامل لتجربة مرشحيها الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية التي جرت مؤخراً، وذلك من أجل التغلب على العقبات والمشاكل في المرات القادمة، وذلك بدعوة من "مؤتمر الجالية العربية" ومنصة "عرب لندن" التي تُقدم الرعاية لأنشطة الجالية العربية. 

ونظم "مؤتمر الجالية العربية" لقاءً مفتوحاً في لندن مساء الأربعاء (17 يوليو 2024) مع المرشحين البريطانيين العرب الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد يوم الخامس من الشهر الحالي، واستمع المشاركون في الاجتماع لشرح مفصل من المرشحين لتجربتهم، كما دار نقاش موسع حول أهم السبل الواجب اتباعها من أجل تطوير التجربة في المرات القادمة.

وأعلن مؤتمر الجالية العربية البدء بإجراء تقييم شامل للتجربة، إضافة الى البدء بإجراء استطلاع موسع للوقوف على اتجاهات الجالية العربية. 

وشارك في اللقاء العشرات من الصحافيين والكتاب والمحامين والنشطاء العرب، فيما نظمه "مؤتمر الجالية العربية" الذي تأسس في لندن منتصف العام 2023، كما شارك في تنظيمه كل من "منتدى التفكير العربي" ومنصة "عرب لندن" التي تُعتبر الموقع العربي الأكبر والأشهر الذي يُعنى بأخبار الجالية العربية في بريطانيا وتغطية فعالياتها. 

وكانت الانتخابات العامة قد جرت في بريطانيا يوم الخامس من تموز/ يوليو الحالي بمشاركة كثيفة من عدد كبير من المرشحين العرب الذين تجاوز عددهم الثلاثين مرشحاً، بعضهم خاضوا الانتخابات كمستقلين والبعض الآخر كممثلين عن أحزاب بريطانية مختلفة.

وقدَّم "مؤتمر الجالية العربية" دروعاً تكريمية لستة من البريطانيين العرب الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية، من بينهم ثلاثة أعضاء في المؤتمر وثلاثة آخرون خاضوا الانتخابات مستقلين أو تحت مظلة أحزاب سياسية بريطانية، فيما أبدى المشاركون في اللقاء إعجابهم بالانجاز الذي حققه هؤلاء المرشحون، خاصة ما يتعلق بإيصال الصوت العربي الى النخبة السياسية في بريطانيا والتعبير عن مواقف الجالية العربية إزاء عدد من القضايا لا سيما الحرب في غزة والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ووقف تصدير السلاح لدولة الاحتلال الاسرائيلي. 

وقال رئيس رئيس "منصة عرب لندن" محمد أمين في افتتاح الجلسة الحوارية لتقييم التجربة العربية في انتخابات بريطانيا إن "مشاركة الجالية العربية في هذه الانتخابات هو بداية لمرحلة جديدة انتقل فيها البريطانيون العرب من كونهم جمهوراً الى أن يصبحوا لاعبين في الساحة السياسية"، مشيراً الى أن "النتائج تحتاج الى نفس طويل، وما يحدث هو أننا بدأنا الآن لكننا بالتأكيد لن ننتهي في هذا الوقت". 

وأكد أمين أن مجرد مشاركة عدد من البريطانيين العرب بالترشح في هذه الانتخابات هو نجاح كبير، حيث إنه "في هذه التجربة فإن دخول البرلمان ليس هو معيار النجاح وإنما المشاركة ذاتها هي النجاح الأكبر وقد حدث ذلك"، على حد تعبير أمين. 

كما حيَّا رئيسُ جمعية المحامين العرب صباح المختار المرشحين الذين خاضوا الانتخابات البرلمانية البريطانية، وقال إن أهم ما يميز هذه الانتخابات هو وجود عدد كبير من المرشحين المستقلين، وهو ما يدل على انصراف الناس عن الأحزاب السياسية بما فيها الحزبين الكبيرين اللذين أصبح يسود الاعتقاد بأنهما لا يختلفان عن بعضهما البعض. 

وأكد المختار أن الجالية العربية بحاجة لتعريف نفسها، حيث "إنَّ البريطانيين يتعاملون مع العرب ككتلة واحدة والمشكلة هي أننا نحنُ لا زلنا نتصرف إما كأفراد أو مجموعات وليس كجالية واحدة". 

يشار الى أن "مؤتمر الجالية العربية" تأسس في حزيران/ يونيو من العام 2023 بمبادرة من منصة "عرب لندن" ومشاركة واسعة من البريطانيين العرب ومن بينهم عدد من الصحافيين والكتاب والمثقفين والنشطاء، فيما يُشار الى أنَّ ثلاثة من أعضاء المؤتمر خاضوا الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وهم البروفيسور كامل حواش الذي كان سابقاً رئيس حملة التضامن مع فلسطين، ورئيس الجالية الأردنية في بريطانيا حلمي الحراحشة، إضافة الى منى آدم التي كانت تنتمي الى حزب العمال قبل أن تستقيل منه احتجاجاً على مواقف قيادته من الحرب على غزة، ومن ثم انضمت الى حزب الخضر وخاضت الانتخابات كممثلة له، وهي بريطانية من أصول سودانية. 

 

السابق حلقة نقاشية حول دور الفن والأدب في الإبادة الجماعية في غزة تعقد في لندن
التالي (فيديو) كيف يرى الشارع العربي في بريطانيا فــوز حزب العمال برئاسة الحكومة؟