حازم المنجد - عرب لندن

استعاد حزب العمال رئاسة حكومة المملكة المتحدة إثر هزيمة ساحقة مُنيّ بها منافسه التقليدي حزب المحافظين نتيجة سخطٍ واستياء عارم من قبل البريطانيين على سياسات الأخير التي انتهجها على مدار 14 عاما من حكمه للبلاد، مخلفاً وراءه تركة ثقيلة من الأزمات والمشاكل الداخلية، سواء فيما يتعلق بغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار ونسبة التضخم، مرورا بأزمة العقارات والسكن والتشرد والفشل في إدارة ملف اللجوء والهجرة و الذي شوه سمعة بريطانيا في مجال احترام حقوق الإنسان "ضمن حدودها الجغرافية" على الصعيد الدولي، وليس انتهاءً بتدهور الخدمات الاجتماعية في مجال الصحة والتعليم وازدياد معدل الجريمة والسرقة وانعدام الأمن في مختلف شوارع المملكة، ناهيك عن إخفاقات السياسة الخارجية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي وما تبعها من ارتفاع كبير في منسوب الإنفاق العسكري على حساب استنزاف جيوب المواطنين والميزانية العامة بهدف توفير الدعم لأوكرانيا، ومن أجل تمويل آلة القتل الإسرائيلية وجرائم الحرب والإبادة المقترفة بحق الشعب الفلسطيني في غزة وسائر الأراضي المحتلة.  

ويرى مراقبون، بأن تلك السياسات الفاشلة و حالة التخبط وعدم الاستقرار التي شهدتها بريطانيا في ظل حكومات حزب المحافظين المتعاقبة  "خمس حكومات" خلال فترة توليهم مقاليد الحكم في السنوات المنصرمة، قد أفضت إلى خلق أعباء مالية وضغوطات نفسية جمة، طالت شرائح واسعة من المواطنين البريطانيين وباتت تشكل هاجسا يؤرق حياتهم اليومية وانعكست بشكلٍ سلبي على نمط معيشتهم، وفي هذا الإطار استطلع موقع "عرب لندن" آراء الشارع العربي في بريطانيا حول فوز كير ستارمر بالانتخابات العامة وتوليه منصب رئيس الوزراء، محاولاً التعرف عن قرب على أهم القضايا والمشاكل والتحديات التي تواجه أفراد الجالية وتشغل بالهم، وماهية سقف التوقعات والآمال المعقودة على حكومة العمال الجديدة لإحداث التغيير وإيجاد الحلولِ لها، والتي جاءت في مقدمتها وعلى رأس أولوياتها، مطالبة حكومة ستارمر بالعمل على وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط وعدم الانخراط في المزيد من النزاعات والحروب الخارجية، والتركيز بدلاً عن ذلك على الشؤون والصعوبات الداخلية، والقيام بتبني سياسات تنشط الاقتصاد و تساهم في خلق فرص عمل جديدة، وتؤدي إلى تخفيض ملموس في أسعار السلع الغذائية والمواد الأساسية وكذلك في أسعار إيجارات المنازل والمحال التجارية، إضافة إلى حل المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي "NHS" مثل التأخير في الحصول على موعدٍ عند الطبيب الخاص "جي بي" أو فيما يتعلق بصعوبة تلقي الرعاية الطبية وإجراء العمليات الجراحية في الوقت المناسب، والمكوث عوضاً عن ذلك مدةً طويلة على قوائم انتظار المرضى في مختلف المستشفيات والاختصاصات قد تستغرق فترة تتجاوز السنة والسنتين.

 كما رحب أبناء الجالية كون أغلبيتهم من أصول مهاجرة بقرار الحكومة الجديدة إلغاء خطة رواندا، معربين عن أملهم بأن تتعامل وزارة الداخلية مع ملف اللجوء بطريقة منصفة وعلى أساسِ دواعٍ إنسانية باعتبار أن معظم طالبي اللجوء يأتون من مناطق تشهد حروبا وصراعات دموية، ويكابدون مشقات وظروف قاسية ويضحون بحياتهم خلال رحلة بحثهم عن ملاذٍ أمن وسعيهم للوصول إلى الشواطئ البريطانية.

 

السابق الجالية العربية تُكرم مرشحيها الذين خاضوا انتخابات البرلمان.. وتبدأ تقييم التجربة
التالي إنطلاق بازار الفن والتراث العربي في دورته الخامسة منتصف يوليو