حازم المنجد- عرب لندن

التحق طلبة جامعة "كوين ماري" الواقعة شرقي العاصمة لندن، أسوةً بجامعات عريقة أخرى كأوكسفورد و وكامبريدج، بركب الانتفاضة الطلابية العارمة الآخذة بالتمدد على نطاق واسع في معظم جامعات بريطانيا نصرةً للشعب الفلسطيني ورفضاً لمجازر جيش الاحتلال الوحشية بحق أطفال غزة وسكانها المدنيين الأبرياء، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة والتطهير العرقي المستمرة لأكثر من 220 يوم على مرأى ومسمع دول وحكومات ما يسمى بالعالم المتحضر.  

وبدأت مجموعات كبيرة من الطلبة تنفيذ اعتصاماً مفتوحاً منذ يوم الثلاثاء الفائت، حيث نصبوا خياماً في الساحة الرئيسية عند مدخل حرم الجامعة، وأطلقوا عليها اسم المنطقة المحررة التي توشحت بالكوفية الفلسطينية وزينت بأسماء مدن وبلدات فلسطين التاريخية مثل "عكا ويافا وصفد والخليل ورام الله ونابلس وغزة"، وسوِِّرت بالأعلام الفلسطينية، وكُتب على جنباتها لافتات تنشد الحرية لشعب فلسطين وتندد بدولة الاحتلال وتواطئ الحكومة البريطانية مع جرائم حربها الدموية.

وأكد الطلاب عزمهم على المضي في الاحتجاجات ومواصلة الاعتصام حتى تنفذ جامعة "كوين ماري" مطالبهم المتمثلة بشكل أساسي في ثلاث مطالب، الأول: أن تصدر إدارة الجامعة بيان تدين فيه ارتكاب إسرائيل أعمال الإبادة الجماعية وتدعو لوقف فوري لإطلاق النار، الثاني: أن تقوم الإدارة بسحب التمويل وتلغي عقود الشراكة مع جميع الشركات التي تربطها علاقات بدولة الاحتلال الإسرائيلي، الثالث: إنهاء كافة الأبحاث والبرامج المشتركة مع المعاهد والمؤسسات التعليمية الإسرائيلية وقطع أي تعاون أكاديمي معها.

وفي ذات الصدد، دعا الطلاب مسؤولي الجامعة لإقرار جدول منح دراسية للطلاب الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وعلى وجه التحديد طلبة غزة، والمساهمة أيضاً، في إعادة إعمار مدارس وجامعات القطاع بعدما دمرت بفعل القصف الممنهج لقوات الاحتلال.

ويرى مراقبون بأن ما تشهده الجامعات حول العالم، لاسيما في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من هبة احتجاجية طلابية غير مسبوقة منذ حدوث النكبة، تشي بتغييرٍ جذري لا يستهان به لدى جيل كامل يمثل نخبة المجتمعات الغربية، لناحية التضامن مع فلسطين والتعاطف مع قضيتها بوصفها قضية عادلة محقة و قضية تحرر وطني، ستنعكس ارتدادات وأصداء تلك الانتفاضة بشكل إيجابي ومؤثر لصالحها دون أدنى شك، ولو بعد حين. 

يذكر أن الجامعة تفرض حراسة مشددة عند المداخل والبوابات الرئيسية، وتمنع عناصر الأمن التابعة لها دخول أي شخص لا يحمل بطاقة خاصة بها بما في ذلك وسائل الإعلام، وعلى الرغم من ذلك تمكن مراسل "عرب لندن" من الدخول والوصول لمركز الاعتصام ورصد أجواء الاحتجاجات عن قرب، وإجراء بعض اللقاءات مع الطلبة والتعرف على مواقفهم.

 

 

السابق حزب المحافظين يتهم صادق خان بالتلاعب بإحصائيات المنازل الميسورة التكلفة
التالي في ذكرى النكبة الـ "76".. العفو الدولية تدعو لوقفة خارج دواننينج ستريت