عرب لندن
حذرت جمعيات خيرية بريطانية من أن سياسة شرطة لندن في التعامل مع المكالمات المتعلقة بالصحة النفسية قد تعرض أرواح المرضى للخطر.
بينما تقول شرطة لندن "إن عدم تخصيص الوقت بانتظام للرد على المكالمات النفسية يمكن أن يسمح للضباط بتخصيص المزيد من الوقت لتواجدهم في مواقع الجرائم". ويأتي ذلك في الوقت الذي تحذر فيه الجمعيات من أن هذه السياسة قد تعرض الأرواح للخطر.
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" قبل ستة أشهر، أطلقت شرطة لندن مشروعاً يُدعى "الرعاية الصحيحة للشخص الصحيح"، بهدف تقليل الوقت الذي يقضيه الضباط في التعامل مع المكالمات المتعلقة بالصحة النفسية، والتي قالت "إنها تحول انتباه القوة عن مكافحة الجريمة".
وأشارت أكبر قوة شرطة في بريطانيا، إلى أنها ترى الآن فوائد هذه السياسة، حيث يصل الضباط إلى مواقع السرقات أسرع بنسبة 6% مما كانوا عليه قبل المشروع، وبالنسبة لجميع أنواع الجرائم، أصبحوا قادرين على قضاء وقت أطول بنسبة 21% في مكان الحادث.
وقالت الشرطة "إنه وبفضل تقليل عدد الاستجابات للمكالمات المتعلقة بالصحة النفسية، تمكنت الشرطة من توفير 34 ألف ساعة عمل لضباطها شهريًا، مما يعادل توفير 6 آلاف مهمة أقل للمكالمات الصحية.
أصر المفتش الجنرال ألستير فانر، المسؤول عن الصحة النفسية في شرطة لندن، على إدخال المشروع في سبتمبر 2023، ولكن ذلك أثار المخاوف بين المنظمات الصحية.
حيث أدت المحادثات المتوترة إلى تأجيل الموعد النهائي بشهرين وتقديم المشروع بشكل تدريجي. في المقابل، وافق قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية على تحمل العمل الإضافي.
وقال المفوض العام لشرطة لندن، مارك رولي، "لقد أردنا تحسين الكفاءة في استخدام مواردنا وتركيزها على الأولويات الرئيسية في مكافحة الجريمة، ونحن نرى الآن الفوائد الإيجابية لهذا المشروع".
ومن ناحية أخرى، عبرت جمعيتان رائدتان في مجال الصحة النفسية عن قلقهما إزاء هذه السياسة، مؤكدتين أن المخاوف من السلامة العامة تتطلب تدخلًا صحيحًا ومتوازنًا، وأن الأخصائيين الصحيين هم الأنسب للتعامل مع تلك الحالات.
وبدوره قال مارك وينستانلي، الرئيس التنفيذي لمنظمة إعادة التفكير في الأمراض النفسية: "لقد أصبحنا قلقين بشكل متزايد من أن قرار شرطة لندن وقوى الشرطة الأخرى في جميع أنحاء البلاد بالتراجع عن الرد على معظم المكالمات المتعلقة بالصحة النفسية قد وضع الأرواح في خطر، وهذا هو السبب في أننا نطالب بوقف مؤقت لمشروع 'الرعاية الصحيحة للشخص الصحيح'".