عرب لندن 

خولة الحموري

يضم برلمان المملكة المتحدة 650 عضوًا، المعروفين باسم أعضاء البرلمان (MPs)، حيث يتم انتخاب جميع الأعضاء من مختلف الأحزاب كل 4 سنوات، بينما يتم انتخاب نصف أعضاء المجالس المحلية كل سنتين، وثلث أعضاء المجالس المحلية كل عام، بولاية تمتد لثلاثة سنوات. 

وتعقد انتخابات المجالس المحلية كل 4 سنوات، وتُعتبر هذه الفترة مشحونة بالتوتر والتصاعد بسبب المنافسة الشديدة بين الأحزاب. 

شهد المحافظون خسارة أكثر من 470 مقعدًا في الانتخابات المحلية الحالية، وفقدوا السيطرة على عشرة مجالس. كما خسروا الانتخابات الفرعية في بلاكبول ساوث، حيث حصل حزب العمال على نحو 60٪ من الأصوات. هذا الانهيار الانتخابي تراجعوا فيه عن نصيب كبير من مقاعدهم والمجالس التي كانوا يسيطرون عليها.

وربح حزب العمال السيطرة على أربعة مجالس كانت تتبع للمحافظين سابقًا، وفي نفس الوقت اكتسب السيطرة على ستة مجالس جديدة، ولكنه خسر سيطرته على اثنين آخرين. وانتصر الديمقراطيون الليبراليون في زيادة عدد المجالس التي يسيطرون عليها بمقدار مجلسين اثنين.

وبرز نجم التفوق السياسي لحزب العمال، حيث حصد صادق خان على 43.7% من الأصوات، متغلبًا على منافسته المحافظة سوزان هول بنحو 11 نقطة مئوية، ليوسع من سيطرته التي بدأت عام 2016 على العاصمة، تُوجت بولاية ثالثة له، في سابقة تاريخية. 

ويست ميدلاندز 

وفيما يتعلق بولاية "ويست ميدلاندز" فاز العمّال بنسبة 37.8 ليصبح ريتشارد باركر عمدة المدينة، بفارق ثلاث نقاط مئوية عن منافسه المحافظ آندي ستريت. 

كما أحرز كل من المستقل أحمد يعقوب 11.7 نقطة مئوية، وإيلاين ويليامز ممثلة عن حزب الإصلاح اليميني المتطرف 5.8 نقطة مئوية، وسيوبهان هاربر- نانز من حزب الخضر على 5.2 نقطة مئوية، وساني فيرك من حزب الديمقراطيون الليبراليون، على 2.0 نقطة مئوية . 

وفيما يتعلق بحزب العمال، فقد فاز مرشحوه بتسع من سباقات رئاسة البلديات المحلية العشرة في جميع أنحاء إنجلترا، بما في ذلك آندي بورنهام في مانشستر الكبرى وتريسي بارابين في غرب يوركشاير.

أما بالنسبة للمحافظين، فقد تم إعادة انتخاب بن هوشن لمنصب رئيس بلدية تيز فالي.

لندن 

طال فوز صادق خان بولاية لندن الأخبار والصحف، لعدة أسباب منها أنها الولاية الثالثة له منذ 2016، مع ابتهاج رُسم على وجوه الجالية المسلمة والعربية لهذا الفوز. 

وفاز خان الممثل عن حزب العمال بـ 43.8 نقطة مئوية، مما أسقط منافسته الأشرس المحافظة سوزان هول التي حصدت 32.7 نقطة. ومن الجدير بالذكر أن سوزان هول، أعلنت أنها تقف "بجانب" الجالية اليهودية، مشيرة إلى أن الكثير منهم لا يشعرون بالتجاهل فقط، بل يعانون أيضًا من عدم الأمان في المدينة. وفي حفل إفطار انتخابي لرئاسة بلدية لندن، الذي نظمه المنتدى اليهودي في مارس، دعت هول شرطة العاصمة إلى "مكافحة معاداة السامية"، مؤكدة حق الجالية اليهودية في الشعور بالأمان في موطنهم.

وتهربت هول من الرد على سؤال طرح عليها في برنامج تلفزيوني، حول ما إن كانت تعتقد بأن قطاع غزة محتل، مكتفية بالقول إنها تؤمن بحل الدولتين.

وحين طرح عليها مذيع البرنامج التلفزيوني، على قناة إل بي سي البريطانية، السؤال:"هل غزة محتلة من قبل إسرائيل؟"، لم ترد عليه، واكتفت بالقول:"أنا مع حل الدولتين".

 

وفي إشارة إلى الوضع في غزة، أعربت هول عن دعمها لـ "وقفات إنسانية مؤقتة للسماح بدخول المساعدات"، لكنها أكدت أن "التركيز الأساسي" ينبغي أن يكون على ضمان عودة الرهائن الذين احتجزتهم حماس "إلى أسرهم".

وفي إشارة إلى تصاعد معاداة السامية في لندن، والتحديات التي يواجهها بعض المشاركين في المسيرات المؤيدة للفلسطينيين، قال عضو مجلس مدينة هارو: "أنا واضح، وسأكون واضحًا مع مارك رولي، مفوض الشرطة، بأن الشرطة بحاجة إلى "مكافحة معاداة السامية. يحق لسكان لندن اليهود أن يشعروا بالأمان في مدينتهم".

كما أكدت أنها تدرك المخاوف المرتبطة بالمظاهرات المؤيدة لفلسطين في العاصمة، موضحة أنها، بعد محادثات مع وزيرالداخلية جيمس كليفرلي، ابتهجت بتشديد الحكومة للضوابط وضمان قدرة الشرطة على الحد من الكراهية والسلوك الترهيبي.

 

الخضر والديمقراطيون الأحرار هم الرابح الأول

أما بالنسبة لحزب الديمقراطيين الليبراليين وحزب الخضر فترنحت نتائجهم بين 5.8 و3.2 نقطة مئوية. 

ويحتفل حزب الخضر بفوز مذهل في بريستول، حيث أصبح أكبر حزب مهيمن، بعدد قياسي من أعضاء المجالس في الانتخابات المحلية في جميع أنحاء إنجلترا.

غير أنهم فشلوا بفارق ضئيل في السيطرة بشكل تام، حيث فازوا بـ 34 مقعدًا من أصل 70 مقعدًا، تاركين حزب العمال في المركز الثاني بفارق كبير بـ 21 مقعدًا. وأصبحت مجموعة بريستول جرين، التي ستقود المجلس، أكبر مجموعة حصل عليها الحزب.

وقالت كارلا دينير، الزعيمة المشاركة للحزب في إنجلترا وويلز، إنها كانت "نتيجة مثيرة"، وقالت لصحيفة الغارديان: "من المشجع حقًا أن نرى هذا العدد الكبير من الناخبين يمنحون ثقتهم لحزب الخضر. إنها أيضًا علامة واعدة جدًا للانتخابات العامة.

من جانب آخر، فاز الديمقراطيون الليبراليون بـ 104مقعدا جديدا في المجالس وسيطروا على مجلسين في الانتخابات المحلية، فهم يرأسون الآن مجالس دورست وتونبريدج ويلز، وحققوا مكاسب في مناطق التصويت المحافظة تقليديًا في جنوب إنجلترا.

وادعى زعيمهم، إيد ديفي، أن الناخبين ينتقلون من حزب المحافظين بسبب شعورهم بالخذلان. الديمقراطيون الليبراليون أيضًا حصلوا على مقاعد إضافية في غرب أوكسفوردشاير ووينشستر وتشيلتنهام، واستولوا على مجلس دورست. في إعلان لمجلس واحد فقط من أصل 107، أعاد الحزب 521 عضوًا، أكثر من المحافظين الذين أعادوا 513 عضوًا. وبهذا تعد هذه المرة الأولى التي يفوز فيها الحزب على المحافظين في التصويت المحلي منذ عام 1996. 

وفي نتائج أخرى لانتخابات رئاسة البلدية يوم السبت، فاز حزب العمال في وست ميدلاندز ومانشستر الكبرى وويست يوركشاير ومنطقة ليفربول سيتي وجنوب يوركشاير.

بالإضافة إلى ذلك، حقق الحزب النصر في الانتخابات البلدية الثلاثة الجديدة يوم الجمعة في شرق ميدلاندز وشمال شرق ويورك وشمال يوركشاير.

تيز فالي 

في تيز فالي، نجح مرشح المحافظ بن هوشن في الحفاظ على مقعده، على الرغم من تراجع نسبة أصواته بنسبة 19 نقطة، إذ حصد 53.6 بالمئة من الأصوات، متفوقًا على مرشح حزب العمال كريس ماك إيوان بفارق 12 نقطة والذي حصل على 41.3 بالمئة ، بينما حصل الديمقراطي الليبرالي سيمون ثورلي على نسبة 5 بالمئة.

إنجلترا

اكتسح العمال نتائج إنجلترا، بفوز حققه بنسبة 51 مئوية، بينما أحرز الديمقراطيون الليبراليون 12 نقطة مئوية، والمحافظون 6 نقاط مئوية وحقق مرشحون مستقلون نقطة مئوية واحدة، أما ما يسمى ب"No party majority" ما يعني أنه لا يمتلك أي حزب سياسي أو تحالف سياسي مسبق الوجود الأغلبية المطلقة من المقاعد في البرلمان أو أي هيئة تشريعية أخرى. بمعنى آخر، لا يمكن لأي جهة واحدة السيطرة على القرارات بشكل كامل دون الحاجة إلى التعاون مع الأطراف الأخرى. هذا النوع من الوضع يُعرف أيضًا بالبرلمان المتوازن أو الهيئة التشريعية التي لا تخضع لسيطرة شاملة. أحرز الـ "No party majorty" على 37 نقطة مئوية. 

جميع المجالس الـ107 تقريباً قد أُعلنت الآن للانتخابات، ومن المتوقع أن تُعلن النتيجة النهائية لمجلس سالفورد يوم الأحد. 

بلاك بول ساوث

حقق حزب الإصلاح تقدمًا كبيرًا في الانتخابات الفرعية في بلاكبول ساوث، حيث جاء في المركز الثالث بفارق ضئيل جدًا من المحافظين، حيث بلغ الفارق 117 صوتًا فقط. وفاز حزب العمال بنسبة تصويت ضخمة بلغت 59٪، بينما بلغت نسبة المشاركة 32٪، وهي أقل من الانتخابات السابقة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 57٪.

النمط العام لخسائر المحافظين ومكاسب حزب العمال يتكرر في جميع أنحاء إنجلترا، على الرغم من أن حزب العمال خسر مقاعده في المجالس في الشمال الغربي بشكل عام. في الوقت نفسه، حقق الديمقراطيون الليبراليون مكاسب، وكان أقوى ظهور لهم في الجنوب الشرقي حيث زاد عدد أعضاء المجالس بمقدار 48.

وأصبح لعمال في موقع قوي يسمح له بالسيطرة على السلطة من رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك وحزب المحافظين في الانتخابات العامة في الأشهر المقبلة.

صادق خان: وحملات الإسلاموفوبيا 

 

نشر كيلفن ماكنزي وهو المحرر الأسبق لصحيفة "الصن" ومؤسس راديو "Talk Sport" عبر موقع "X" تعليقا ترجمته: "بعد تداول الشائعات بأن سوزان هول حازت على لندن، صادق خان يطلب المزيد من الأصوات من باكستان". 

نشر كيلفن ماكنزي وهو المحرر الأسبق لصحيفة "الصن" ومؤسس راديو "Talk Sport" عبر موقع "X" تعليقا ترجمته: "بعد تداول الشائعات بأن سوزان هول حازت على لندن، صادق خان يطلب المزيد من الأصوات من باكستان". 

 

وقال  آخر: “هذه لندن التابعة لخان. انظروا لما فعله صادق خان بلندن. لندن سقطت دون طلقة واحدة.

 

من جهتها، انتقدت سويلا برافرمان - وزيرة الداخلية السابقة- ريشي سوناك، قائلة إن خطة رئيس الوزراء "غير فعالة ووصفت نتائج الانتخابات المحلية لحزب المحافظين بأنها "مروعة".

وقالت برافرمان خلال لقاء في برنامج "صنداي" مع لورا كوينسبيرغ" الذي تبثه بي بي سي: "الخطة غير ناجحة وأنا أشعر باليأس من هذه النتائج الرهيبة".

وأضافت"لا يوجد أي تلاعب في هذه النتائج، ولا يمكن إخفاء حقيقة أن هذه كانت نتائج انتخابات مروعة بالنسبة للمحافظين وأنها تشير إلى أننا نتجه إلى حكومة عمالية وهذا يملأني بالرعب."

وبدا رئيس الوزراء ريشي رسوناك مصرا على أن قيادته لا تزال مناسبة للحزب والبلاد.

وقال في بيان: "كان من المخيب للآمال بالطبع أن نفقد أعضاء مجالس متفانين في عملهم كآندي ستريت في ويست ميدلاندز، نظرا لسجله الحافل في تقديم خدمات عامة رائعة وجذب استثمارات كبيرة إلى المنطقة، لكن ذلك ضاعف من عزمي على مواصلة إحراز التقدم في خطتنا."

وواضح من النتائج أن حزب المحافظين هو الخاسر الأكبر وهذا استفتاء على الانتخابات البرلمانية المقبلة وتعبير عن الغضب من الحزب وسياساته، كما أن نتائج هذه الانتخابات تظهر ميلا للتصويت للأحزاب الأصغر والتي يبدو أن فرصتها ستكون أكبر في حصد مزيد من الثقة في ظل أزمة الأحزاب الكبيرة وانعدام الثقة بها.

 

السابق سجال بين سوناك وستارمر حول تصريحات عمدة لندن "بوجوب التكافؤ بين تصرفات حماس وإسرائيل"
التالي صادق خان في أول كلمة له بعد إعادة انتخابه عمدة للندن