عرب لندن
في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة، روت أم من سوريا بعد عشر سنوات على فرارها، ذكريات رحلتها الخطيرة مع ثلاثة من أطفالها الصغار، وهم يفرون من سوريا الذي أدى إلى وفاة زوجها.
وبحسب ما ذكرته صحيفة "ميترو"، بدأت الرحلة بقرار مؤلم بمغادرة سوريا، مبتعدين على مسافة 2500 ميلاً سيرًا على الأقدام. تخطت الأم وعائلتها نقاط التفتيش بعد مواجهة العديد من المخاطر.
وقالت الأم التي لم يُكْشَف عن اسمها: "عندما وصلنا إلى الحدود الأولى، عرض على مهربي البشر شراء ابنتي، وتمكنا بصعوبة تجاوز هذا الموقف".
وأضافت: "سألوني عن ذلك عندما توقفنا لفترة استراحة لبضعة أيام، "كانت ابنتي حينها في التاسعة من عمرها، وسُئلت مرات عديدة من قبل بعض الرجال الذين يديرون رحلتنا إذا كنت أرغب في بيعها، لم أكن أعلم ماذا يرغبون فيها، ولكنهم قالوا إن ذلك سيساعد باقي أطفالي حيث سيكون لدي مزيد من المال لرعايتهم."
وأكملت: "كنت أشعر بأن الناس يراقبوننا، لذا أبقيت أطفالي بجواري.. وبعد ذلك واصلنا رحلتنا وصولًا إلى شواطئ تركيا، حيث حاولت جاهدة لتهدئة أطفالي.. لكن عندما نظرت إلى البحر، لم أستطع أن أخبرهم ما إذا كان هذا الاتجاه نحو الموت أم نحو الأمان".
وأشارت الأم إلى أن رحلتها عبر هذا البحر كانت كابوسًا لا ينسى ". وأضافت: "كان الزورق ضيقًا ومكتظًا بـ 20 شخصًا، كانوا جميعهم خائفين".
وذكرت الأم أنها لا تتذكر حتى مدى الوقت الذي استغرقه السفر، ولكنهم وصلوا في نهاية المطاف إلى اليونان، ومن ثم استكملوا الرحلة الصعبة إلى المملكة المتحدة.
وفي حديثها مع الصحافة قالت: "كلما سمعت عن خطة الحكومة البريطانية التي تتعلق في رواندا أو بارجة المهاجرين أشعر بالغضب والإحباط.. لا أحد يريد مغادرة بلاده، أو ركوب تلك السفن، أو المجيء إلى هنا لمواجهة التمييز والعزلة، ويتخذ الناس مثل هذا الإجراء الجذري فقط عندما يخشون على حياتهم".
وأضافت: "ينزف قلبي لأولئك الذين يستمرون في تعريض حياتهم للخطر للوصول إلى هنا. أعرف بنفسي الأهوال التي يواجهونها، واليأس الذي يدفعهم. يئن قلبي كلما سمعت عن الأشخاص الذين توفوا في أثناء عبور المياه".