أوقفت شرطة مكافحة الإرهاب صبياً مراهقًا يرتدي العلم الفلسطيني في أحد مطارات المملكة المتحدة, وسألته إذا كان قد شارك في أي من الاحتجاجات المناصرة لفلسطين مؤخرًا.

وحصل موقع "Open Democracy" على تسجل حصري ”للحادثة الغريبة" والتي استمرت لمدة 40 دقيقة, يُظهر ضابطًا يسأل الصبي وأحد أفراد الأسرة مرارًا وتكرارًا عن آرائهم حول "الوضع في فلسطين"، وعدد المرات التي شاركوا فيها في مسيرات في لندن، وما إذا كانوا قد رأوا أي اضطراب هناك, حيث تم تسليم الزوجين ورقة, وقيل لهما أنهما ملزمان قانونًا بالإجابة على أي أسئلة بموجب الجدول 7 من قانون الإرهاب لعام 2000.

وتم إيقاف العائلة أثناء سفرهم إلى الخارج لزيارة أقربائهم, وتم سؤالهم عن خططهم وكذلك آرائهم حول "الصراع" في الشرق الأوسط.

وقال جون بانغ، مسؤول السياسات والحملات في منظمة ليبرتي، أن المنظمة الحقوقية تشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد, بأن الشرطة تتعامل مع دعم فلسطين كدليل في التحقيقات المتعلقة بالإرهاب.

وأضاف: “لا ينبغي للدولة أن تستهدفنا لمجرد ممارستنا لحقوقنا في التظاهر والمسيرات”.

في الأسبوع الماضي، استمع قضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي إلى حجج مفادها أن تدمير إسرائيل لغزة عقب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول يشكل إبادة جماعية, ووفقاً للسلطات الفلسطينية، قُتل ما لا يقل عن 24000 شخص على يد الجيش الإسرائيلي خلال ثلاثة أشهر، في حين انهارت البنية التحتية الرئيسية بما في ذلك الرعاية الصحية.

إن المسيرات المنتظمة التي تجري في لندن للتعبير عن التضامن مع فلسطين والدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة هي مسيرات قانونية، وقد اجتذبت حضوراً تراكمياً يقدر بالملايين خلال الأشهر القليلة الماضية.

تقول إحدى الضباط في التسجيل المسرب خلال التحقيق مع العائلة, أن هناك الكثير من الحروب الدائرة في العالم, وأن هناك احتجاجات كل يوم في وسط لندن, وتساءلت عن سبب المشاركة في هذه الاحتجاجات بالتحديد.

وبعد ذلك، سألت مرة أخرى: "إذًا تذهبان أنتما الاثنان معًا؟ كم مرة شاركتما في المظاهرات؟" وعندما قيل لها عدة مرات، ردت: "عدة مرات؟ مرتين؟ كم عدد المرات؟".

وبينما بدأ غضب أحد الضباط يتزايد على الرغم من امتثال الصبي للأسئلة، سألت: "سبب ذهابك هو إظهار الدعم, أليس كذلك؟ وما الذي تدعمه؟”

وتم بعد ذلك استجواب الشاب البالغ من العمر 17 عامًا، والذي يدعى رشيد، حول ما إذا كان جزءًا من أي محادثات عبر الواتساب يتم فيها ذكر فلسطين, وما إذا كان يعرف أيًا من مئات الآلاف من الأشخاص الذين يحضرون المظاهرات الحاشدة الأسبوعية، كما وكذلك أسماء مدرسته ومدرسيه وتفاصيل شخصية أخرى.

وقد كشف موقع "Open Democracy" في وقت سابق من هذا الأسبوع, أن أكثر من مئة من تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات واجهوا قمعًا ورقابة قاسية مماثلة, حول فلسطين في الأشهر الثلاثة الماضية.

تتراوح هذه الحالات المزعومة بين مطالبة المدارس للتلاميذ بإزالة الشارات التي تحمل عبارة فلسطين حرة, إلى التحقيقات الجامعية مع الأشخاص الذين يغردون لدعم فلسطين.

وقال رشيد: "ما زلت مصدومًا, أصبت بنوبة صرع بسبب الكوابيس التي راودتني عندما صعدت الشرطة إلى الطائرة واعتقلتني, وفي كل مرة، كان الكابوس ينتهي بإصابتي برصاصة في رأسي على يد ضابط”.

شعر رشيد بأن الضباط يريدون استفزازه وتشجيعه على فقدان أعصابه، واستمتعوا بمشاهدته وهو يشعر بالإحباط من استجوابهم له حول فلسطين.

وأضاف رشيد: “في فصول المواطنة لدينا، كان يُقال لنا دائمًا كيف أن هذا البلد ديمقراطي, أنا لا أشعر بذلك, أشعر وكأنها أفكار فارغة، وشعارات فارغة".

وقالت بانغ في ليبرتي أن حادثة المطار حصلت ضمن سياق أوسع من حملات القمع الحكومية للتعبير عن التضامن مع فلسطين, وأن المجموعة كانت قلقة بشكل خاص من التأثير الذي قد تحدثه مثل هذه المضايقات والمراقبة, التي تمارسها الدولة على المسلمين.

وأضافت: "من المهم ألا نسمح للحكومة باستغلال لحظة الأزمة هذه لتجريدنا من حقوقنا بشكل أكبر".

ولم ترد شرطة مكافحة الإرهاب على أسئلة حول ما إذا كان الضباط قد قيل لهم أن حضور المسيرات المؤيدة لفلسطين يجب أن ينظر إليه على أنه عامل مادي في التحقيقات المتعلقة بالإرهاب.

السابق طبيب بريطاني: وسائل الإعلام الغربية لا تريد سماع الحقيقة وتحاول حماية الجناة والمعتدين
التالي اجراءات تأديبية بحق سائق مترو في لندن والتهمة "دعم القضية الفلسطينية"