عرب لندن
تلقت الجالية العربية في بريطانيا أول رسالة رئيس الوزراء ريشي سوناك حول الحرب الاسرائيلية في غزة والموقف البريطاني منها، وعدم دعوة لندن إلى وقف شامل لإطلاق النار، على الرغم من المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في قطاع غزة.
وتلقى المؤتمر الأول للجالية العربية في بريطانيا، والذي انعقد سابقاً بدعوة من "منتدى التفكير العربي" في لندن، تلقى رداً من رئيس الوزراء ريشي سوناك على الرسالة التي وجهها المؤتمر له في بداية نوفمبر حول الحرب على غزة، وطالبه فيها بالتحرك الفوري لوقف المجازر الإسرائيلية، وعدم التورط في دعم جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع. 
وقال سوناك، في رسالته إلى المؤتمر، والتي جاءت على لسان زير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اللورد طارق أحمد أن "المملكة المتحدة تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي"، وأضاف: "أكدنا على إسرائيل أن تتأكد من أن حملتها تستهدف قادة حماس وبنيتها العسكرية، وأن تسمح بدخول المساعدات لغزة، وأن تضع حداً لعنف المستوطنين، وأن تعمل مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بهدف تحسين الوضع الإنساني الكارثي". 
وأضاف الوزير، في رسالته إلى المؤتمر الذي يضم ممثلين عن مختلف أطياف الجالية العربية في بريطانيا: "إننا ندرك أن هذه لحظة معاناة كبيرة للجاليات البريطانية المسلمة، والتي بلا شك تشعر هي أيضاً بالاستياء الشديد من الأعمال الإرهابية لحماس، ومن الوضع الإنساني البائس جدًا في غزة. إننا نعمل نحو استجابة إنسانية سريعة ومتعاظمة للوضع في غزة، ولوضع حدٍ لمعاناة الفلسطينيين. وننعى فقدان كل حياة بريئة، بما في ذلك العديد من الأطفال والمدنيين، من كافة الديانات والجنسيات. إننا نقف مع المجتمع البريطاني المسلم". 
وهذه الرسالة هي أول خطاب مباشر من رئيس الوزراء أو أعضاء حكومته للجالية العربية في بريطانيا بشأن الحرب على غزة، فيما كان "مؤتمر الجالية العربية"، الذي تأسس بمبادرة من "منتدى التفكير العربي"، قد بعث برسالة رسمية إلى رئيس الوزراء ريشي سوناك في وقت سابق، باتخاذ موقف معارض للحرب على غزة، ونبه المؤتمر إلى أن هذه الحرب ليست سوى عملية إبادة جماعية للمدنيين من سكان القطاع. 
وفي تعليقه على رسالة الحكومة البريطانية إلى المؤتمر الأول للجالية العربية ببريطانيا قال عضو المؤتمر ورئيس جمعية المحامين العرب صباح المختار أن رد وزير الدولة على رسالة الجالية مهم جداً بغض النظر عن المضمون، حيث فتحت هذه الرسالة المجال للحوار مع مكتب رئيس الوزراء عن طريق وزير الدولة. 
وكشف المختار عن عزم المؤتمر الرد برسالة قانونية أخرى، حيث قال إن إشارة وزير الدولة إلى حق إسرائيل (في الدفاع عن النفس) بموجب القانون الدولي هو خطأ، حيث أخطأ الوزير في ذلك، وسوف نرسل له رداً حول ذلك، وأكد المختار عزم المؤتمر إعداد جواب قانوني برسالة أخرى للمقارنة بين أقوال الحكومة وأفعالها. 
من جهته قال المستشار القانوني وعضو المؤتمر، علي القدومي، أن الجالية طالبت في الرسالة رئيس الوزراء بعدم التورط في خرق القانون الدولي عبر دعم أو الصمت على الجرائم التي يتم ارتكابها في غزة. وأشار القدومي إلى أن رئيس الوزراء حول الرسالة إلى اللورد أحمد، وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط، والذي أعاد التذكير بالموقف التقليدي لحكومة بريطانيا الذي يرى أن لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها، لكن مع ضرورة مراعاة والقانون الدولي الإنساني والسماح بدخول المساعدات والهدن الإنسانية، لكن للأسف لا يوجد قناعة بعد بخصوص وقف شامل لإطلاق النار، وهو الأمر الذي يفرض علينا مواصلة الضغط والتواصل مع رئيس الوزراء ووزارة الخارجية وتبيان الموقف القانوني والأخلاقي الواجب على المملكة المتحدة أن تتخذه. 
من جهته اعتبر عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس منتدى التفكير العربي، محمد أمين، أن رد رئيس الوزراء يعكس الاهتمام الكبير بالجالية العربية والمسلمة، ويؤكد على أهمية الدور الذي يقوم به المؤتمر وممثلو الجالية وضرورة استمراره، مؤكدا على أن الرسالة خطوة بالغة الأهمية في إيصال صوت الجالية كمواطنين بريطانيين، والتعبير عن رأيهم في السياسة الخارجية للمملكة المتحدة، ورفضهم للانحياز البريطاني الفاضح لإسرائيل. 
وقال أمين إن الرد يعكس أهمية تفعيل الدور الإيجابي للجالية العربية والمسلمة في الضغط على الحكومة من أجل الكف عن سياسة الكيل بمكيالين، ورغم عدم اتفاقنا مع العديد من النقاط التي جاءت في الرسالة، لكننا سنعمل على تكثيف التواصل مع وزير الدولة ومع كل القنوات الرسمية والبرلمانيين، لتغيير نظرتهم إزاء ما يجري في غزة، والإقرار بأن ما يجري هناك هو حرب إبادة لا علاقة لها بحق الدفاع عن النفس. 
وكان المؤتمر الأول للجالية العربية في بريطانيا، وهو مظلة تجمع ممثلين عن الجالية العربية في بريطانيا، قد عقد اجتماعاً طارئاً في بداية نوفمبر، ووجه عقبه رسالة لرئيس الوزراء البريطاني تعبر عن موقف البريطانيين العرب من العدوان على غزة، وضرورة عدم تورط بريطانيا في دعم الإبادة التي تجري هناك، وذكَّر المؤتمر رئيس الوزراء  بالتزامات المملكة المتحدة القانونية والأخلاقية.

السابق السبت القادم: ائتلاف من ست منظمات يدعو لمسيرة بلندن للمطالبة بوقف كامل لإطلاق النار في غزة
التالي في اليوم الثاني للهدنة في غزة: بريطانيا تستعد لمسيرة حاشدة جديدة للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار