لندن - عرب لندن
عادت المجموعة العربية في حزب العمال البريطاني الى الحياة من جديد ودب النشاط في أعضائها وأغلبهم من الشباب الجديد الذي انتسب الى الحزب في السنوات الأخيرة، فيما يظل السؤال الأهم حول ما يُمكن أن تقوم به هذه المجموعة من إنجازات خلال الفترة المقبلة.
ويُعتبر زعيم حزب العمال الحالي والمرشح بأن يصبح رئيساً للوزراء في أية لحظة جيرمي كوربين أحد أبرز وأشهر الداعمين للقضايا العربية، حيث يتبنى موقفاً مؤيداً للفلسطينيين ومناهضاً للاحتلال الاسرائيلي، كما أنه كان أحد أعضاء تحالف "أوقفوا الحرب" المناهض لاحتلال العراق والمعارض لمشاركة بريطانيا في الحرب على العراق بالعام 2003.
وأجرت المجموعة العربية في حزب العمال البريطاني سلسلة اجتماعات مؤخراً، بحسب ما رصدت "عرب لندن"، انتهت باتخاذ قرار جماعي بتفعيل دورها وإحياء نشاطها من جديد، كما تم انتخابُ قيادة جديدة للمجموعة من أجل البدء بالأعمال والأنشطة اللازمة لإعادة دورها وتأثيرها في الحزب.
وتشير التقديرات الى وجود آلاف البريطانيين العرب في صفوف حزب العمال البريطاني، كما أن بعض الدوائر الانتخابية تضم تجمعات عربية كبيرة ومؤثرة تصل الى درجة الأغلبية في بعض المناطق، لكن المشكلة التي يتحدث عنها النشطاء العرب هو أن أغلب هؤلاء ليسوا منظمين فضلاً عن أن كثيراً منهم ليسوا فاعلين في الحراك السياسي الذي تشهده بريطانيا بما يجعل تأثيرهم محدوداً.
وكشف الزعيم التاريخي للمجموعة العربية في حزب العمال البريطاني، والناشط الفلسطيني المعروف عطا الله سعيد عن حراك جديد في أوساط العرب بالحزب من أجل العودة الى النشاط وتقديم الدعم اللازم لرئيس الحزب جيرمي كوربين الذي يواجه حملة من قوى يمينية تريد إقصاءه وإفشاله.
وقال سعيد في تصريحات خاصة لــ"عرب لندن" إن النشاط عاد الى المجموعة العربية في الحزب بقوة منذ أواخر العام الماضي، مشيراً الى أن سلسلة مشاورات جرت في أواخر 2018 انتهت الى عقد اجتماع يوم 16 كانون ثاني/ يناير 2019 للمجموعة العربية، حيث تم التداول خلال ذلك الاجتماع وانتهى الى انتخاب لجنة تنسيقية لعد اجتماع هيئة عمومية.
وقال سعيد الذي حضر كل هذه الاجتماعات والمداولات إن "الجمعية العمومية للمجموعة العربية انعقدت بالفعل يوم 12 أيار/ مايو الماضي، بحضور اكثر من 50 شخصاً من نخبة النشطاء العرب في حزب العمال، وتم خلال الاجتماع انتخاب تسعة أعضاء كهيئة تنفيذية للمجموعة العربية، وعقدت هذه الهيئة التنفيذية أول اجتماع لها في 18 حزيران/ يونيو 2019".
ورفض عطا الله سعيد، وهو الناشط في حزب العمال منذ أكثر من 30 عاماً، أن يتولى أي منصب في الهيئة التنفيذية الجديدة أو أن يتولى رئاستها، مؤكداً لــ"عرب لندن" أن "كافة المشاركين فيها من الشباب الناشطين والمثقفين وجميعهم على درجة عالية جدا من التعليم والوعي، كما أن أغلبهم أساتذة جامعات ومنهم من يحمل شهادة الدكتوراة في القانون".
ويُعتبر عطا الله سعيد الزعيم التاريخي والمؤسس للمجموعة العربية في حزب العمال، فيما يؤكد على أهمية العمل ضمن هذه المجموعة، ويقول: "أهمية المجموعة العربية أنه من المستحيل الوصول الى أي مناصب سياسية في هذه البلاد دون أن يكون الشخص عضواً في هذه الأحزاب، وبالتالي من المهم جدا أن يكون الشخص ضمن كتلة".
ويلفت سعيد الى أنه "في 2010 استطاعت المجموعة العربية ايصال 13 عربي الى المجالس البلدية وأصبحوا أعضاء فيها"، ويتابع: "دائما عندما يكون خلفك مؤسسة داعمة وعندما تكون ضمن كتلة سيكون صوتك أقوى، وحزب العمال من أهم الأحزاب كما أنه يتداول على السلطة في بريطانيا".
ويتابع: "عندما كنتُ ناشطا في الحزب عينني طوني بلير في العديد من المناصب المهمة، وفي أحد المناسبات ألقيتُ كلمة بالنيابة عن بلير ذاته".