حازم المنجد-عرب لندن

 

اعتصم الآلاف من البريطانيين وأبناء الجالية العربية والإسلامية عصر السبت 18-11-2023 أمام مكتب رئيس الوزراء ريتشي سوناك في 10 داونينغ ستريت للضغط على الحكومة البريطانية، ودفعها نحو اتخاذ موقف إنساني يدعو لإيقاف فوري لإطلاق النار ونزيف دماء الأبرياء المدينين التي تزهق يوميا في قطاع غزة جراء استعار حرب الإبادة وعملية التطهير العرقي التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

واعتبر المعتصمون من خلال الشعارات التي رددوها بأن حكومة سوناك متواطئة وشريكة في انتهاك القوانين الدولية وأبسط مبادئ حقوق الإنسان على خلفية توفيرها الغطاء السياسي والدعم العسكري والمالي لرئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو في جرائم الحرب الممنهجة التي يرتكبها جيشه في غزة، والتي لم تراعي أي حرمة للمستشفيات ودور العبادة والمخابز ومراكز الأمم المتحدة والمدارس التي تؤوي النازحين الفارين من جحيم نيران القصف والغارات الجوية للطيران الحربي الإسرائيلي، فضلا عن سلاح التجويع وسياسة الانتقام والعقاب الجماعي لأكثر من مليوني مدني يعانون أوضاع إنسانية كارثية بسبب وحشية الحصار المفروض عليهم من قطع للوقود والكهرباء والماء والغذاء والدواء. 

وقد طغى في الاعتصام حضور العائلات صحبة أطفالهم كرسالة واضحة إلى الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بضرورة التحرك من أجل إيقاف عملية القتل الممنهج والمجازر التي تستهدف المدنيين في غزة لاسيما الأطفال، حيث سقط حتى الآن ما يزيد عن 6000 طفل شهيد منذ بدء العدوان، تم تصويرهم في مشاهد حية تنقل من الأرض مباشرة أدمت معها القلوب والنفوس، وأبكت العيون دون أن يهتز ضمير قادة دول العالم ممن يبررون لآلة الحقد الإسرائيلية إجرامها تحت ذريعة "حق الدفاع عن النفس" واغتيالها بشكل غير مسبوق في التاريخ كل هذا الكم من براءة الأطفال، محولة فرحتهم وأجسادهم الطاهرة إلى أشلاء متناثرة تحت ركام بيوتهم ومساكنهم التي يفترض أن تكون آمنة.

وكرمز تضامني على وقوفهم إلى جانب نظرائهم في قطاع غزة وعدم تركهم وحيدين في ساحة الموت ومواجهة مصيرهم بمفردهم حملت الأمهات عدداً من الدمى الصغيرة الملطخة بالدماء وجلبن معهن إلى ساحة الاعتصام عدد من الألعاب والمقتنيات التي تخص الأطفال وضعت فوق لافتة كتب عليها عدد من أسماء شهداء أطفال غزة أضيئت بالشموع وزينت بالورود.

وهذا وقد أدى مئات من المشاركين في الاعتصام صلاة المغرب جماعة في الشوارع المطلة على مقر الحكومة بعد رفع الأذان، أعقبها ابتهال ودعاء سائلون لله -عز وجل- حقن دماء الفلسطينيين، وأن ينصرهم ويفرج عنهم كربتهم.


 

السابق في اليوم الثاني للهدنة في غزة: بريطانيا تستعد لمسيرة حاشدة جديدة للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار
التالي ناشطون يوقعون على عريضة تطالب بريطانيا بتسهيل تأشيرات الفلسطينيين كما الأوكرانيين