عرب لندن - لندن
بدعوة من مركز كامبردج للدراسات الفلسطينية، عقدت يوم الأحد 2023-09-24 ندوة توعوية - سياسية في كنيسة دانيش وسط لندن هدفت إلى إلقاء الضوء على أوضاع المسيحيين ومعاناتهم داخل فلسطين في ظل الاحتلال الإسرائيلي، شارك فيها عدد من رجال الدين والشخصيات السياسية والأكاديمية المسيحية إلى جانب حضور حشد كبير من أبناء الجالية الفلسطينية ونشطاء المجتمع المحلي والكنائسي البريطاني.
وقد افتتحت الندوة بعزف وغناء "نشيد موطني" وسط تفاعل حماسي وعاطفي من جميع المتواجدين في القاعة، أعقب ذلك إلقاء كلمة من الدكتور مكرم خوري- مخول رئيس المركز أكد خلالها على أهمية إقامة هذه الندوة وزيارة المطران منيب يونان إلى المملكة المتحدة بعد انقطاع دام لعدة عقود، وبين أن معاناة مسيحيي فلسطين هي ذات معاناة كل الشعب الفلسطيني لافتا إلى أهمية صوتهم في الغرب في نقل معاناة الفلسطينيين.
وبعد الترحيب به أصر المطران المقدسي منيب يونان على التعريف عن شخصه بكونه عربي فلسطيني مسيحي مازال يحمل بطاقة "الأونروا " الخاصة باللاجئين الفلسطينيين منذ النكبة. وخلال حديثه دعا المطران يونان إلى ضرورة وقف تهويد القدس والأماكن الدينية في بيت لحم و البلدة القديمة سواء الاسلامية أو المسيحية حيث يتعرض المسيحيون الفلسطينيون مثلهم مثل باقي المسلمين إلى الاعتداءات والمضايقات من جانب سلطات الاحتلال والمتطرفين الإسرائيليين مما يدفعهم إلى الهجرة ومغادرة ديارهم، لكن بالرغم من ذلك اعتبر غبطة المطران أنه لايمكن النظر إلى المسيحيين باعتبارهم أقلية أو من أهل الذمة مهما تضاءلت أعدادهم في فلسطين، بل هم جزء أصيل من مجتمعهم العربي الذي لا ينفكون عن هويته وثقافته.
كما أكد المطران يونان على أهمية احترام حرية العبادة وممارسة الشعائر الدينية لجميع أتباع الديانات السماوية في بيت المقدس، مشيرا في ذات الوقت إلى ما تتعرض له الكنائس والمسجد الأقصى من انتهاكات واقتحامات متكررة ومحاولات طمس معالم وأحياء القدس القديمة مثل مايجري في حي الشيخ جراح.
وأشار المطران يونان على أن الهدف من زيارته لبريطانيا هو المطالبة بإيجاد حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط التي تمتاز بتنوعها الثقافي والحضاري، إلى جانب التعريف أيضا بأحوال المسيحيين المنسيين في القدس وتوجيه رسالة للحكومة البريطانية عبر تحميلها مسؤولية تاريخية لما حصل من مأساة فلسطينية منذ النكبة.
كما ذكر الوزير لشؤون الكنائس الاسكتلندية، ويليام مكلارين، خلال مقابلة له مع (عرب لندن) أنه لم يكن يعرف ما يعانيه الفلسطينيون المسيحيين إلى أن ذهب للقدس وعمل في أحد الكنائس، حيث قال أنه شهد "الانعدام المطلق للعدالة".
من جانبه قال الدبلوماسي والأكاديمي الفلسطيني عفيف إميل صافية أن المسيحيين تعرضوا للاضطهاد والاقتلاع منذ نشوء دولة الاحتلال الإسرائيلي مما سبب نزيف ديمغرافي كسائر الفلسطينيين انعكس في هجرتهم وتشتتهم في مختلف بقاع الأرض، حيث أضحت أعداد المسيحيين في بلاد مثل أستراليا وتشيلي أكبر بكثير من أعدادهم داخل مدينة القدس وفلسطين. ولفت صافي في معرض حديثه إلى الدور الذي لعبه الزعيم الراحل ياسر عرفات على المستوى الوطني الفلسطيني والمكانة المتميزة التي حظي بها المسيحيون داخل قيادة منظمة التحرير، وما تقوم به الجمعيات والمؤسسات الأهلية المسيحية من مساهمة فعالة في المجتمع الفلسطيني على صعيد التعليم والطب والاقتصاد والفن وغيرها.
وفي الختام أكد صافي على أهمية مواجهة سياسات التخويف والتضليل التي تتبعها إسرائيل والغرب عبر وسائل الإعلام فيما يعرف بالإسلاموفوبيا والعرب فوبيا مشيدا بـ التعايش الإسلامي- المسيحي في فلسطين عبر التاريخ.