عرب لندن
حض الملك تشارلز الثالث، أمس الأربعاء، المملكة المتحدة وفرنسا على "إعادة تقوية صداقتهما" الطويلة الأمد فيما يتطلع البلدان إلى تعزيز علاقاتهما بعد سنوات من الاضطرابات الناجمة عن بريكست.
وخلال مأدبة رسمية أقامها على شرفه الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر فرساي في غرب باريس، قال الملك تشارلز في كلمة ألقاها بالفرنسية "يتحتم علينا جميعا إعادة تقوية صداقتنا لنكون واثقين من أنها في مستوى تحدي هذا القرن الحادي والعشرين".
ورحب الملك أيضا بالقمة الفرنسية-البريطانية التي عقدت في آذار/مارس في قصر الإليزيه بين ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، معتبرا أن هذه القمة، الأولى بين البلدين منذ خمس سنوات، ساهمت في "تجديد الوفاق الودي" بين لندن وباريس بعد التوترات التي نجمت عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
من جهته، شكر الرئيسس الفرنسي الملك البريطاني على زيارته باريس بعد أشهر قليلة من تول يه العرش، معتبرا أن هذه الزيارة هي "علامة صداقة وثقة" و"تحية لماضينا" و"ضمانة للمستقبل".
وأضاف ماكرون "على الرغم من بريكست، ولأن ما يربطنا ضارب في القدم (...) فأنا أعلم أننا سنواصل كتابة جزء من مستقبل قارتنا معا، لمواجهة التحديات وخدمة القضايا المشتركة بيننا".
وتابع الرئيس الفرنسي "مع بداية عهدكم، يمكنكم الاعتماد على صداقة بلدنا ودعمه الراسخ لما فيه خير شعبنا والإنسانية جمعاء".
كما اتسم تبادل الأنخاب بين الرئيس الفرنسي والملك البريطاني بإحياء ذكرى والدة تشارلز الثالث، الملكة الراحلة إليزابيث الثانية التي أقيمت على شرفها مأدبة مماثلة في نفس هذا القصر في 1957 وكانت تكن "أعظم مود ة لفرنسا"، على حد قول نجلها.
أما ماكرون فقال عن الملكة الراحلة "نفكر بعمق بها وبالأمير فيليب"، مستذكرا كيف أن الملكة "سارت على مدى 70 عاما، جنبا إلى جنب مع عمالقة القرن الذين انضمت إليهم" في 8 أيلول/سبتمبر 2022 حين توفيت عن 96 عاما بعد فترة حكم قياسية استمرت 70 عاما وحظيت خلالها بشعبية كبرى.
أما نجلها فذك ر بزيارة قامت بها والدته لفرنسا عام 1948 وكانت حينئذ ولي ة للعهد، قائلا إن ها في تلك الليلة رقصت "حتى ساعات الصباح الأولى" في ملهى باريسي شهير "بينما غن ت إديث بياف".
وأضاف مازحا "لا بد وأن الأغنية كان لها تأثير علي، حتى قبل ستة أشهر من ولادتي"، مؤكدا أن أغنية "لا في أون روز" لإديث بياف لا تزال واحدة من أغانيه المفضلة.