فيديو .. "شبح رواندا" يطارد طالب لجوء سوري في بريطانيا
حازم المنجد-عرب لندن
ماتزال الخطة التي أعلنت عنها الحكومة البريطانية في ما يخص ترحيل طالبي اللجوء، الذين يصلون أراضيها بطريقة غير شرعية، إلى رواندا تثير الكثير من الجدل والتكهنات حول قانونيتها ومدى إمكانية قيام وزارة الداخلية /Home office في تنفيذها على أرض الواقع، بالرغم من قرار محكمة الاستئناف الذي صدر في أواخر شهر حزيران/ يونيو الماضي، وأكد من خلاله كبير القضاة في المحكمة على عدم قانونية الخطة، باعتبار أن راوندا لا تعتبر وجهة آمنة لنقل طالبي اللجوء إليها، إلى جانب افتقادها لنظام لجوء "عادل وموثوق"، مما قد يشكل خطرا على حياة المرحلين إليها، لاسيما من بلدان تعاني من حروب وصراعات وأضاع داخلية غير مستقرة مثل سوريا وأفغانستان وليبيا والسودان.
وفي هذا الصدد تلقى صهيب الحمود الحسين مؤخرا، وهو "أحد طالبي اللجوء من الجنسية السورية"، رسالة من وزارة الداخلية مفادها بأن طلب لجوئه تم رفضه، متذرعة بمروره عبر بلدان آمنة خلال رحلة قدومه إلى بريطانيا، وأنه كان بإمكانه تقديم طلب لجوء في إحداها، كما تم إخطاره بأن ملف الخاص باللجوء تم الموافقة عليه من قبل الحكومة الرواندية، وهو ما يعني احتمالية ترحيله قسرًا إليها.
يعاني صهيب، حاليا، من صدمة نفسية كبيرة واكتئاب شديد، بعد تهديده بالترحيل القسري إلى رواندا، لاسيما أن ذلك القرار لا يستند إلى أي مبرر قانوني أو أخلاقي- حقوقي حسب رأيه، حيث إنه قدم من بلد يعاني ويلات الحرب وأوضاعه الامنية والمعيشية غير مستقرة، وأكد، خلال حديثه لموقع "عرب لندن"، تعرضه لمخاطر جمة هددت حياته خلال الطريق الذي سلكه في رحلة لجوئه وتعرض لكثير من التعذيب والعنصرية على يد قوات حرس الحدود في عدة بلدان مثل بلغاريا وصربيا، وكان يصر على الوصول للمملكة المتحدة لما تتمتع به من قوانين تحمي حقوق الإنسان دون تمييز عنصري، وعلى أمل أن يتمكن من إعادة بناء مستقبل أفضل لحياته صحبة عائلته وأطفاله في بلد آمن مثل بريطانيا.
وأشار الحسين إلى أنه بعد تلقيه قرار السلطات البريطانية بنيتها ترحيله إلى رواندا، وصله بعد أيام قليلة استبيان من وزارة الداخلية، وهو ما يعرف بالمقابلة الثانية الذي اعتمدته الوزارة لتخفيف أعداد طلبات اللجوء المتراكمة دون إجراء مقابلات وجها لوجه، وبعد أن ملأ الاستبيان بالمعلومات والإجابة عن الأسئلة المطلوبة وإعادة إرساله إلى الوزارة، تلقى رسالة على بريده الإلكتروني من مكتب اللجوء والهجرة في مدينة غلاسكو الاسكتلندية يعلمه بأن الاستبيان وصله عن طريق الخطأ، وهذا ما شكل ضغطا نفسيًا آخر على صهيب، واعتبره بمثابة التلاعب بأعصابه ومصيره.
يذكر أن صهيب صحفي سوري عمل في مجال إنتاج الأفلام الوثائقية، وهو متزوج ولديه أربعة أطفال مقيمون في تركيا، لم يرهم منذ وصوله إلى بريطانيا في شهر تشرين الثاني 2022 .