عرب لندن
يتدرب فريق من عناصر الإطفاء، في مركز لتدريب الجيش في ساري، في جنوب شرق إنكلترا، على مواجهة عدو جديد: احترار المناخ الذي يزيد من خطر اندلاع حرائق الغابات.
جهاز الإطفاء في هذه المنطقة استثمر في معدات وتدريبات وتكتيكات جديدة لمكافحة الحرائق، بهدف الاستجابة لهذا التهديد المتزايد مع استحالة المناخ في المملكة المتحدة أكثر جفافا.
في الصيف الماضي، حين سجلت البلاد مستويات قياسية من الحر والجفاف، شهدت هذه المنطقة واحدا من أسوأ حرائق الغابات في تاريخها. والآن، أصبحت بعض الحرائق تندلع خارج فترة الصيف.
وأوضح محقق الحرائق في ساري مات أوكلي لوكالة فرانس برس، فيما كان زملاء له يتفقدون معداتهم الجديدة في الموقع الذي دمره حريق العام الماضي، "نتعامل الآن مع حرائق الغابات على أنها حوادث عادية". وأضاف "وستزداد الظروف تطرفا خلال العقدين المقبلين".
وفي دراسة نشرت الشهر الماضي، حذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من أن درجات الحرارة المرتفعة جدا التي شهدتها البلاد في صيف 2022، ستكون أكثر تواترا وشدة بسبب ظاهرة احترار المناخ. وبالتالي، فإن خطر الحرائق سيزداد في كل أنحاء البلاد.
في ذروة موجة الحر العام الماضي، أتى حريق على مساحة 40 هكتارا في شرق لندن وألحق أضرارا بـ17 منزلا وبمبان أخرى ومركبات.
وكانت تلك كارثة غير مسبوقة في البلاد، فيما تعد حرائق الغابات أكثر شيوعا في جنوب أوروبا أو أستراليا.
لكن بالنسبة إلى أوكلي الذي يقدم المشورة حول مكافحة الحرائق لأجهزة إطفاء في أماكن أخرى في المملكة المتحدة، ما حدث في شرق لندن "يمكن أن يحدث في أي مكان" تلتقي فيه البيئتان الحضرية والنباتية. وأوضح "نحن جزيرة مأهولة بعدد كبير من السكان... هناك احتكاك بين الطبيعة والناس، وفي هذه الحال دائما ما يكون احتمال نشوب حريق قائما".
منذ العام الماضي، استثمر جهاز الإطفاء في ساري مبلغا إضافيا مقداره مليون جنيه إسترليني (1,26 مليون دولار) في موارد الوقاية من الحرائق ومكافحتها.
وينظم الجهاز الذي لديه أربع محطات لمكافحة حرائق الغابات منتشرة في المنطقة الممتدة على مساحة 1679 كيلومترا مربعا، تدريبات منتظمة هناك.
ويملك أربع مركبات متخصصة قادرة على ضخ 1500 لتر من المياه في الدقيقة على مسافة 60 مترا، و25 شاحنة مجهزة لمكافحة الحرائق.
كذلك، زود الإطفائيون سترات ونظارات وخوذا جديدة للتعامل مع الظروف الصعبة، فيما طو ر جهاز الإطفاء "خططا لإدارة الخطر" لأجزاء مختلفة من هذه المنطقة المكسوة بالأشجار.
ورغم أن المناخ الأكثر اعتدالا هذا الصيف قل ل من خطر اندلاع الحرائق، فإن الإطفائيين في ساري يشعرون بقلق إزاء النمو الهائل للغطاء النباتي بسبب الأمطار الأخيرة.
وشرح دافي نولان، وهو قائد إحدى الوحدات "عندما تجف، تصبح أكثر عرضة للاشتعال".
وأضاف "قمنا بزيادة الأخطار للسنوات المقبلة"، مشيرا إلى أن حرائق العشب تحدث الآن حتى في الشتاء.
كذلك، يعمل عناصر الإطفاء على توضيح أهمية الوقاية للسكان من خلال بناء جدارات حماية من الحرائق في غاباتهم.
من جانب آخر، تقوم مارلي هولاند بجولة في المدارس وأماكن أخرى للتوعية بأخطار الحرائق.
في الموقع العسكري، ثب ت فريق الإطفاء كاميرا تصوير حراري لتوضيح التأثير المطول للشي على الأرض.
تبقى درجة الحرارة 170 مئوية بعد نصف ساعة من إزالة الشواية.
وقالت هولاند "إذا كان بإمكانكم تناول وجبات خفيفة والتنزه بدلا من الشي، فأنتم تقضون على الخطر. لا تشعلوا نار مخيمات وخذوا النفايات معكم. نأمل بأن تقلل هذه الرسالة البسيطة من خطر اندلاع الحرائق".