حازم المنجد- لندن

تمتاز عاصمة الضباب بوفرة معالمها الأثرية والتاريخية؛ مما يجعلها تحتل مكانة مرموقة على خارطة السياحة العالمية، ولعل أبرز تلك المعالم ساعة "بيغ بين" عند مبنى البرلمان على نهر التايمز، كما تعتبر مبانيها وقصورها القديمة ومتاحفها العريقة قبلة مفضلة ومقصدا محببا لدى معظم الزائرين والسياح، ناهيك عن حدائقها الكبيرة والخلابة التي تشكل متنفسًا من زحمة المدينة وضغوطاتها الحياتية.

وعلى الجانب الآخر هناك بعض الأحياء والشوارع والأسواق الشعبية يحمل بعضها طابعاً شرقياً بملامح عربية، حيث يعتبر سوق شبرد بوش "Shepherd's Bush Market" واحد من أقدم وأشهر تلك الأسواق على الإطلاق في قلب غرب العاصمة لندن، وأكثرها فرادة وتنوعا باعتباره مجمعاً تجارياً حيوياً ومزدهر بنيّ منذ عام 1914، أي ما يزيد على قرن من الزمان.

ويضم السوق عدداً كبيراً من المحلات التجارية تعرض منتوجات من بلاد وثقافات مختلفة مثل الأقمشة والمنسوجات والأدوات المنزلية، ومحلات العطور ومستحضرات التجميل، وأنواع متعددة البخور والتوابل، خصوصاً من الخليج العربي وبلدان شرق آسيا التي تجذب رائحتها المميزة زوار السوق ومرتاديه.

وتنتشر فيه عدد من محال الخضروات من مختلف الأصناف إلى جانب اللحوم والأسماك الطازجة، ومختلف السلع الغذائية ذات الطابع العربي والشرق أوسطي، كما تضفي عليه مطاعم الفلافل والحمص والفول وطيبة أصحابها والعاملين فيها رونقاً وروحاً عربية مميزة من ناحية الطعم والمعاملة الطيبة والوجوه البشوشة. 

ويؤم السوق كثير من الزوار والسياح، لاسيما من الدول العربية وشرق آسيا، إضافة إلى عدد من السكان المحليين ومناطق مختلفة من العاصمة لندن ممن يستهويهم هذا النمط والطراز القديم والتقليدي من الأسواق.

وبالرغم من كونه سوق ذا طابع شعبي بامتياز، إلا أنه يخضع لقواعد وقوانين صارمة تحدد من قبل البلدية المسؤولة عن شؤون تنظيم العمل داخله، مثل ساعات الدوام والعطل الرسمية والحكومية، حيث يفتتح السوق أبوابه على مدار الأسبوع من التاسعة صباحاً، ويغلق في السادسة مساءً وعطلته الأسبوعية يوم الأحد. 

وقد أثار القرار الصادر عن بلدية "همرسميث آند فولهام " القاضي ببيع قسم من السوق إلى شركة أمريكية ترغب في استثماره وبناء مجمعات سكنية ومحال جديدة ومتطورة، حالة من الجدل والانقسام في أوساط أصحاب المحال والأكشاك بين مؤيد ومعارض للقرار.

 واعتبره البعض قرارًا إيجابيا يساهم في تنظيم وتحسين الخدمات، بينما عبر البعض الآخر عن قلقه فيما يتعلق بمصير مصدر رزقهم بعد سنوات طويلة من العمل داخل السوق، وما هو مبلغ التعويض الذي سيحصلون عليه من الشركة المتعهدة لمشروع التجديد؟ وهل ستزداد إيجارات المحال الجديدة في حال قرروا الاستئجار من جديد وعدم الخروج من السوق؟.

ويسعى موقع "عرب لندن" من خلال هذا التقرير إلقاء الضوء على أوضاع أصحاب المحالات العربية وظروف عملهم في ظل الحديث عن إصدار قرار تجديد وتطوير السوق، وتكهنات ما سينتج عنه في المستقبل:

 

 

 

 

السابق 236 ألف توقيع على عريضة عربية لإلغاء دروس المثلية من المناهج… وآخر فرصة للتوقيع الشهر القادم
التالي وفاة فاردنان الزيود.. إعلان مراسم الدفن والعزاء