حازم المنجد - لندن

تسعى مكتبة الفرجاني من خلال فروعها المنتشرة في العاصمة البريطانية إلى مواصلة عملها والكفاح من أجل الحفاظ على تقديم خدماتها من الكتب الغنية والقيمة للقراء العرب في مدينة لندن، بالرغم الظروف والتحديات الصعبة التي تواجهها إثر تداعيات سياسة الإغلاق العامة التي شهدتها المملكة المتحدة بعد انتشار "جائحة كورونا" وما تبعها من خروج بريطانيا رسميًا من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

 حيث إن كلتا المسألتين قد أرخت بظلالها الثقيلة على الوضع الاقتصادي في البلاد، وأرهقت كاهل كثير من القطاعات والشركات المتوسطة والصغيرة دافعة العديد منها للإغلاق. 

وعلى سبيل المثال نستذكر ما حصل لدار الساقي وهي أقدم مكتبة عربية تأسست في مدينة لندن، أجبرتها الصعوبات المالية على إغلاق أبوابها نهائيًا منذ بضعة أشهر بعد مسيرة استمرت لقرابة نصف قرن.

وتعتبر مكتبة الفرجاني واحدة من أقدم دور النشر في العالم العربي، افتتحت عام 1953 في طرابلس العاصمة، وهي امتداد لمكتبة الفرجاني في ليبيا ومصر ولديها فرعان في مدينة لندن تنشر وتترجم الكتب من اللغة العربية إلى الإنكليزية، ولكنها تبيع الكتب باللغة العربية فقط عبر موقعها عبر الإنترنت.

وأكد غازي القبلاوي مدير التحرير والنشر في مكتبة الفرجاني أن القائمين على المكتبة يطمحون قريبا إلى افتتاح متجر كبير مخصص لبيع الكتب باللغة العربية إلى جانب بيعها عبر الموقع الإلكتروني. 

وأضاف القبلاوي في حديثه "لموقع عرب لندن" أن ذلك الطموح ينبع من إيمانهم بأهمية توفير فرصة اقتناء الكتب للقارئ العربي في بلاد المهجر، وفي مختلف المواضيع الأدبية والتاريخية والسياسية والاجتماعية، وكذلكَ في مجال أدب الأطفال واللغات الأجنبية. 

ولفت القبلاوي إلى أن مكتبة الفرجاني تهدف أيضا إلى تشجيع العرب على القراءة من خلال تأمين الكتب بأسعار "معقولة" وتقديم تسهيلات مثل الحسومات، وسرعة إيصال الكتب إلى مشتريها.

وختم القبلاوي حديثه بالإشارة إلى الصعوبات التي تواجهها المكتبة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من ناحية زيادة الرسوم والضرائب الجمركية على المبيعات للجاليات العربية في الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وفرنسا، وتأخر عملية الشحن التي أصبحت تستغرق فترة أطول من السابق قد تصل لأسبوعين، فضلًا عن الارتفاع الكبير في أسعار العقارات وإيجار المحلات التجارية.

 ولا بد من التركيز على الدور الهام الذي تلعبه القراءة في عملية التنشئة الثقافية والاجتماعية وتكوين شخصية الفرد ووعيه الفكري وتنمية الجوانب المهارية والإبداعية لديه بالشكل الذي يساهم في خدمة وتطوير مجتمعه. وهنا نجد اهتمام القرآن الكريم بموضوع القراءة في سورة "العلق" التي تعتبر كلمة "اقرأ" أول كلمة نزلت في الوحي على النبي محمد "صلى الله عليه، وسلم".

كما تعتبر القراءة مفتاح المعرفة ونواة الإبداع إلى جانب كونها نافذة للاطلاع على الثقافات والتيارات الفكرية بمختلف اتجاهاتها ولغاتها، ولهذا يقاس تقدم وتطور الأمم بمدى إقبال أفرادها على القراءة والمطالعة وعدد الكتب المترجمة من لغة إلى أخرى.

وفي ظل زحمة المعلومات وسرعة انتشارها والوصول إليها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تبقى للكتب الورقية المطبوعة مكانتها وقيمتها وأهميتها، وتوفر لذة خاصة لا يتحسسها إلا من ألف، وواظب على القراءة منها.
 

السابق اليوم الأربعاء 24 مايو: بريطانيا اليوم يناقش طرق ونصائح للحفاظ على اللغة العربية لأبناء الجالية
التالي في خطوة غير مسبوقة: امرأة آسيوية مسلمة تتولى منصب عمدة مدينة مانشستر