عرب لندن- لندن
نشرت صحيفة "الغارديان" مقالا للمحاضرة في كلية بيركبيك في جامعة لندن نادين العناني، تتحدث فيه عن أثر برنامج "بريفنت" لمكافحة التشدد في بريطانيا على حرية التعبير في حرم الجامعات، ودوره في شيطنة المسلمين وتشويه صورتهم.
وتقول العناني في مقالها، إن "المدرسين والطلاب في الجامعات البريطانية سيرحبون بشجب منظمة (ليبرتي) لاستراتيجية مكافحة الإرهاب الحكومية، وأثرها المرعب على حرية التعبير في حرم الجامعات".
وتشير الكاتبة إلى أن الأرقام من مكاتب الطلبة في الجامعات البريطانية تكشف عن أن حوالي ألفي مناسبة في 300 جامعة ومعهد للتدريس العالي تأثرت من برنامج "بريفنت"، لافتة إلى أنه سمح لبعض المناسبات بأن تعقد لكن بشروط مرفقة بالموافقة، إلا أن هناك 53 متحدثا منعوا من الحديث في الجامعات تماما.
وتفيد العناني بأن "عملية الشيطنة للمسلمين من خلال برنامج (بريفنت) قادت إلى الحد من المعارضة التقدمية في الجامعات، ويقوم برنامج بريفنت، وبناء على قانون مكافحة الإرهاب لعام 2015، بفرض شروط قانونية على الجامعات وبقية المعاهد العامة، لـ(تحترم الحاجة لمنع الأشخاص من الانجذاب إلى الإرهاب)".
وتقول العناني: "هذا نظام كارثي يجعل من موظفي الجامعة يقومون بدور المراقب، ولو كشف عن عدم تعاونها ستجد الجامعة نفسها موضوعا لقرار من وزير الخارجية، وتواجه أمرا إجباريا من المحكمة مدعوما بعقوبات جنائية بتهمة ازدراء القانون".
وتضيف الكاتبة أن "مهمة المشرف أو الأستاذ الجامعي هي دعم الطالب لا التجسس عليه، وقاد برنامج (بريفنت) إلى تحويل الطلاب المسلمين لضحايا، وإلى مأسسة العنصرية المعادية للمسلمين في الجامعات البريطانية، ومنذ تطبيق برنامج (بريفنت) حذر الطلاب والمدرسون من أثره المحتمل على حرية التعبير في الجامعات، خاصة الطلاب المسلمين والموظفين".
وتلفت العناني إلى أن "الإحصائيات الأخيرة، التي تظهر أثر البرنامج على المناسبات والمتحدثين، تعني ضرورة إلغائه، ويجب أيضا على السياسيين والإعلام الاستماع لأصوات الطلاب والتركيز عليها بدلا من تجاهلها".
وتؤكد الكاتبة أن "برنامج (بريفنت) يستهدف ويراقب بدرجة رئيسية الطلاب المسلمين في الجامعات، وتشير الملاحظات التوضيحية للقانون عام 2015، إلى أن التهديد الإرهابي الرئيسي نابع من (الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة والمنظمات الإرهابية الأخرى في العراق وسوريا)، وتقوم الاستراتيجية على افتراض عنصري، لا أساس علميا له، وهو أن كل مسلم هو عرضة على أكبر احتمال للتشدد والعنف".
وتنوه العناني إلى أن "الدراسات تظهر أن هذه الاستراتيجية أدت إلى تحويل الطلاب المسلمين لضحايا، وبطريقة تمييزية وغير متناسبة، وفي مجتمع تستشري فيه معاداة المسلمين، والعنصرية ضدهم منتشرة ومؤسسية، فإن واجب تطبيق برنامج (بريفنت) يضيف إلى فكرة أن المسلمين هم تهديد، ويمنح الصلاحية للسلطات لممارسة التحيز ضد المسلمين".
وتذكر الكاتبة أن طالبا مسلما وجهت له اتهامات بالإرهاب لمجرد قراءته كتابا عن الإرهاب في جامعة ستاتفورد شاير، بالإضافة إلى أن تلميذا مسلما صغيرا تعرض للمساءلة عندما استخدم مصطلح "الإرهابي أيكولوجي" في الفصل، مشيرة إلى أن برنامج "بريفنت" يعني مراقبة جديدة للمسلمين وهم يمارسون الصلاة.
تبين العناني أن "أثر البرنامج هو قمع كم واسع من أشكال المقاومة السياسية المشروعة، ومن خلاله قامت الجامعات بالحد من النشاط الطلاب فيها، وتمت مراقبة أو إلغاء نشاطات عن الكفاح السياسي للأكراد في جامعة كامبريدج، وأخرى مؤيدة للفلسطينيين في جامعة إكستر وكلية لندن الجامعية ومدرسة لندن للاقتصاد".
وتفيد الكاتبة بأن "برنامج (بريفنت) أثر على المقررات الدراسية، سواء من خلال الرقابة الذاتية، أو فرضته الجامعة بسبب ثقافة الخوف، ووجد الطلاب الذين يعملون على خلق جو شامل وخال من العنصرية أو معاداة المثلية أنفسهم محلا للتهمة بأنهم يحاولون الحصول على حقوق إضافية، وتعرضوا للهجمات اللفظية، وتهديدات بإجراءات عقابية أخرى، وفي الوقت الذي يتم فيه تهديد الطلاب المتهمين بمعاملة خاصة فإن برنامج (بريفنت) حد من حرية التعبير في الجامعات البريطانية".
وتشير العناني إلى أن رفض الطلاب هؤلاء يأتي بعد نجاح الحركات المعادية للعنصرية والاستعمار، مثل "حياة السود مهمة"، و"يجب سحب تمثال رودس"، و"لماذا المقرر التعليمي عن البيض فقط".
وتقول الكاتبة إن "رفض الطلاب التسامح مع العنصرية وانتشار أيديولوجية اليمين المتطرف في حرم الجامعات ومقاومتهم للاستبعاد المنظم للكتاب غير البيض، ووجه بمقاومة من اليمين المتطرف، ووصف الطلاب بأنهم يريدون معاملة خاصة هو جزء من الهجوم على التقدم، وعرض من أعراض رفض البيض فتح المجال للسياسة التقدمية".
وتختم العناني مقالها بالقول إنه "في وجه الرقابة والمراقبة والقمع ومناخ الخوف المدعوم بالتهديد بالعقوبات، فإنه من المهم التفكير أكثر من أي وقت مضى بالطريقة التي يعبر فيها الطلاب المسلمون عن أنفسهم ويطورون أشكال المقاومة، وما هو واضح هو أن الطلاب يعرفون المخاطر الحقيقية على حرية التعبير في حرم الجامعات، وما يجب عمله من أجل مواجهتها".