عرب لندن
قبيل طرح "هوغارتس ليغاسي" المرتقب الجمعة، تزداد الدعوات لمقاطعة لعبة الفيديو الجديدة هذه المستوحاة من سلسلة هاري بوتر في الولايات المتحدة والعالم، بسبب مواقف للمؤلفة جي كي رولينغ صنفت بأنها معادية للمتحولين جنسيا .
ويعتبر ويل أوفرغارد الذي ينشر جولاته في ألعاب الفيديو في بث حي لآلاف المشاهدين تحت اسم "فايكينغ بلوند"، أن "المسألة ليست ما إذا كان محتوى هذه اللعبة سيئا، لكن نريد القول إن دعم هذه اللعبة بطريقة ما يؤكد صحة المواقف الشديدة السوء" لمؤلفة قصص هاري بوتر.
ودعا هذا الموظف السابق في استوديو لألعاب الفيديو البالغ 36 عاما، عبر وسائل التواصل الاجتماعي "أصدقاءه وزملاءه" إلى "عدم دعم" لعبة "هوغارتس ليغاسي"، سواء عن طريق شرائها أو عبر بث مقاطع حية أو مسجلة لها عبر الإنترنت. ومذاك، شوهد الفيديو الخاص بهذه المناشدة أكثر من مليوني مرة.
ويوضح ويل أوفرغارد لوكالة فرانس برس أن "السبب الذي جعلني أصنع مقطع فيديو في البداية هو القول + أيها الأصدقاء الذين لا تعرفون حقيقة الموضوع، إليكم ملخصا +" عن السبب وراء ضرورة مقاطعة اللعبة.
تتهم جي كي رولينغ بأنها أصبحت من أكثر المعارضين نفوذا لحركة حقوق المتحولين جنسيا في السنوات الأخيرة، إذ ترى في هذا المنحى مساسا بحقوق النساء.
وقد أعلنت مؤلفة روايات هاري بوتر، خصوصا العام الماضي معارضة قانون للبرلمان الاسكتلندي يهدف إلى تسهيل الاعتراف القانوني بتغيير الجنس، المأذون به للأشخاص في سن السادسة عشرة وما فوق.
في السنوات الأخيرة، شوهت صورتها ككاتبة محبوبة لدى أجيال من القراء، إلى حد كبير من خلال هذه الاتهامات الموجهة لها.
ومع استمرار الحملة الترويجية لـ "هوغارتس ليغاسي"، ازدادت الدعوات بعدم المساهمة في توفير إيرادات لها من خلال دفع الإتاوات المتعلقة باللعبة عبر الإنترنت.
كما أن الإعلان أخيرا عن إدراج شخصية متحولة جنسيا في اللعبة لم ينه الجدل.
ويقول أستاذ الدراسات الإعلامية في جامعة بوفالو في نيويورك كودي ميجور لوكالة فرانس برس، إن "مناقشات كثيرة تحصل حول هذا الموضوع داخل" مجتمع المثليين.
ويضيف هذا الأخصائي في شؤون مجتمع المثليين في ألعاب الفيديو، "هناك أشخاص ما زالوا يحبون قصص هاري بوتر ويتجاهلون الموضوع نوعا ما (...) فيما ثمة متحولون جنسيا آخرون يشاركون بقوة في دعوات المقاطعة هذه".
وبحسب ميجور، ينقسم لاعبو الفيديو المتحولون جنسيا بين مؤيدين لمقاطعة اللعبة بالكامل، وآخرين يعتمدون نهجا نقديا بناء على تفاعلات ومناقشات محدودة حول اللعبة.
ويتابع ميجور "في بعض الأحيان، يعني هذا شراء اللعبة لاحقا، بنسخة مستعملة، بهدف عدم المساهمة بشكل مباشر" في دخل جي كي رولينغ.
ووجهت انتقادات للعبة أيضا من جزء من الصحافة المتخصصة.
وفي هذا الإطار، أعلن موقع TheGamer ("ذي غيمر") في أواخر كانون الثاني/يناير أنه لن يغطي إصدار اللعبة بأي شكل من الأشكال.
وكان القرار "سهلا"، بحسب جايد كينغ، أحد كبار مديري التحرير في الموقع، "إذ تواصل جي كي رولينغ تأكيد نفسها على أنها الأكثر نفوذا بين مناهضي المتحولين جنسيا في العالم".
في فرنسا، اتخذ موقع Gamekult ("غايم كولت") موقفا مشابها بإعلانه عبر تويتر أنه رفض "إعطاء صدى لعلامة تجارية يفيد ثقلها الاقتصادي والإعلامي امرأة استحالت رمزا لحركة كراهية".
ولم ترد شركة "وارنر براذرز غايم" المالكة لاستوديوهات "أفالانش" المطورة للعبة، على الفور على أسئلة وكالة فرانس برس.
غبر أن ويل أوفرغارد يشير إلى أن الدعوات بعدم شراء "هوغارتس ليغاسي" سيكون لها تأثير محدود على مبيعات اللعبة التي باتت تتصدر قائمة أفضل مبيعات ألعاب الفيديو على منصة "ستيم" بفضل عمليات الشراء المسبق.