لندن – عرب لندن
من قشر الأناناس وعلب البلاستيكية اختار طلاب الكلية الملكية للفنون بلندن هذا العام أن يصمموا أزياءهم في رسالة واضحة للمصانع والمتاجر التي تعبث بالبيئة بأنهم لن يصمتوا، وبأنهم سيسخرون دراستهم وفنهم في خدمتها.
وكان عرض الأزياء السنوي لطلاب الكلية الملكية للفنون في لندن هذا العام، مختلفا، ومعبرا، ذلك أنه تناول تأثير صناعة الموضة على البيئة في الوقت الذي تسعى فيه العديد من دور الأزياء إلى تحسين بصمتها البيئية لكسب رضا مستهلكين يتزايد وعيهم بقضايا البيئة يوما بعد يوم جراء نجاح حملات ومجموعات الضغط المناصرة للبيئة والمنددة بمن يلوثها.
و صمم طلبة الكلية الملكية للفنون في لندن هذه السنة أزياء وملابس ضمن أفكار وتصميمات صديقة مصنوعة من نوع من العفن، والعلب البلاستيكية، في عرضهم السنوي للعام 2019.
ويقدم الطلاب تصاميمهم ضمن عرض سنوي للأزياء في يونيو من كل عام، ترعاه الكلية، حيث يزيح الطلبة الستار عن إبداعاتهم من ملابس النساء والرجال، ومشغولات الإبر والأحذية والإكسسوارات والقبعات.
وقال الطالب في الكلية، أندرو بيل، "ينبغي أن تصبح الموضة والاستدامة البيئية شيئا واحدا الآن. عليك التفكير بطرق مختلفة".
وتابع "تفعل صناعة الأزياء الشيء نفسه منذ وقت طويل.. نصنع نفس القميص الأسود ونفس السروال الجينز الأسود ونقول إنها ملابس جديدة... لا يوجد أي شيء جديد في هذا".
وتعمل الطالبة، مارجوت فادرباس، على صنع القمصان والمعاطف والسراويل والتنانير، باستخدام قشر الأناناس والأزرار الصديقة للبيئة، والمنسوجات المشغولة بالإبر والقابلة للتحلل.
وعبّر طالب اسمه بيرو دانجيلو، عن أمله أن يصنع المولعون بالموضة ثيابهم باستخدام كائنات حية تعرف باسم العفن الغروي، وتوضع على تصميمات الملابس وتترك للتكاثر بمعدل يصل إلى سنتيمتر في الساعة.
وفي وقت يتزايد فيه الوعي العام بالنفايات وتأثيرها على كوكب الأرض تدرس الطالبة أنا صوفي جوستشين التصميم الرقمي والصناعة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد وتقول إنها قد تنطوي على "إمكانات هائلة" لجعل صناعة الأزياء أكثر استدامة، وقالت "نصنع الكثير من الأزياء وفقا لنظام قياسات محدد. لكن يمكننا محاكاة الثياب قبل إنتاجها باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد والتفصيل وفقا لشكل الجسم".
وتعد أصدقاء البيئة واحدة من أكبر جماعات الضغط في بريطانيا، وتملك تأثيرا كبيرا على صناع القرار، وخاصة السياسيين والأحزاب الذين يتنافسون لكسب رضاهم، ويدرجون ي برامجهم الانتخابية بنودا خاصة بالبيئة والمحافظة عليها.