بعد سنوات من الإقامة في بريطانيا.. لاجئ أفغاني يتلقى إشعارا بترحيله إلى رواندا مما دفعه لمحاولة الانتحار
عرب لندن - لندن
كشفت صحيفة "الإندبندنت" عن تفاصيل حياة رجل أفغاني قدم إلى المملكة المتحدة وهو طفل، وحاول الانتحار مؤخرا بعد أن تم إبلاغه بأنه قد يواجه الترحيل إلى رواندا بموجب سياسة الحكومة الجديدة لإبعاد طالبي اللجوء لحين البت في طلباتهم.
وقال حكيم خان الذي قدم إلى المملكة المتحدة عام 2008 عندما كان يبلغ 14 عاما، أنه "يفضل الموت" على أن يتم ترحيله إلى الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
وعن محاولته للانتحار قال خان: "حاولت الانتحار منذ بضعة أيام. كل ما أريده هو أن أكون حرا. أريد أن أكون مع عائلتي وأن أكون إنسانا."
وبحسب الصحيفة، فإن خان يعد واحدا من بين 100 طالب لجوء يعتقد أنهم تلقوا إشعارات توضح أن طلباتهم قيد المراجعة لتقييم إذا ما سيتم ترحيلهم إلى مكان آخر مثل رواندا، بموجب الاتفاقية الجديدة بين البلدين.
وبعد وصوله إلى المملكة المتحدة عام 2008، طلب خان اللجوء في البلاد، إلا أن طلبه تم رفضه بعد 4 سنوات من الإقامة في البلاد بمجرد أن بلغ الثامنة عشرة من عمره.
وقرر خان الانتقال إلى فرنسا لطلب اللجوء، غير أنه أعيد إلى المملكة المتحدة بموجب لائحة دبلن والتي تنص على أن يطلب الشخص اللجوء في أول بلد وصل إليه.
وقرر الأخير التقدم بطلب الحصول على وضع لاجئ مجددا في المملكة المتحدة، غير أن طلبه قوبل بالرفض مجددا، مما دفعه للعودة إلى فرنسا والتشرد بين مدنها بلا مأوى ولا طعام على حد قوله.
وعاد خان مرة أخرى إلى بريطانيا في 14 مايو 2022، إلا أن السلطات اعتقلته فورا احتجزته في مركز إزالة بروك هاوس، وتلقى إخطارا يفيد احتمالية إرساله إلى رواندا.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية التي نشرت يوم الخميس، فإن واحدا من كل أربعة أشخاص (24%) يصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة قادمون من أفغانستان، مما يشير إلى أن عددا كبيرا من الأفغانيين سيكونون مستهدفين ضمن خطط الإبعاد.
حذرت منظمات خيرية في المملكة المتحدة بداية الشهر الجاري، أن تهديدات الحكومة بإرسال المهاجرين غير الشرعيين إلى رواندا، لها تأثير مؤذ على المستوى الصحي والنفسي للأشخاص الذين يلتمسون اللجوء.
وكشف الصليب الأحمر البريطاني إلى جانب مجلس اللاجئين البريطاني والذين عملوا عن كثب مع نحو 44 ألف طالب لجوء في البلاد بأن مجموعة من الفئة الأخيرة قررت الفرار من أماكن الإقامة المخصصة لهم خوفا من الترحيل أو الاحتجاز أو مواجهة إجراءات قاسية أخرى.
ويأتي هذا في الوقت الذي اعترفت فيه وزارة الداخلية أن اللاجئين من مجتمع الميم "مثليي الجنسومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيًا" قد يتعرضون للاضطهاد إذا تم إرسالهم إلى رواندا، لكنها لا تزال مصرة على ترحيلهم إلى العاصمة كيغالي.
وتم التشكيك في التقييم الذاتي لوزارة الداخلية لحقوق الإنسان يوم الثلاثاء، مما دفع كبير مفتشي الهجرة بإجراء تحقيق مستقل، بينما وصفت منظمة "هيومن رايتش ووتش" التحقيق بأنه مليء "بالأكاذيب".