عرب لندن
يهرول حصانا الجر الإنكليزيان ألبرت وإيفان في شوارع وندسور، ووراءها مقطورة محملة بالبيرة، إذ قبل شهر من الاحتفال باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، بدأت الحانات تعزز مخزونها من المشروب، قبل بدء التوافد المتوقع لجحافل الزوار.
ويتوقف الحصانان بزيهما لتفريغ محتوى البرميل من إنتاج معمل البيرة المحلي "وندسور أند إيتون"، الذي ابتكر هذه السنة مشروبا خاصا بالاحتفال بالذكرى السبعين لجلوس إليزابيث الثانية على العرش البريطاني.
ويقول مدير مصنع الجعة ويل كالفرت: "أطلقنا على هذا المشروب اسم +كاسل هيل+ لأن الإعلان عن جلوس الملكة على العرش تم من على تلة القصر في وندسور".
ويشرح كالفرت الذي يزو د معمله العائلة المالكة بالجعة، أن "كاسل هيل" المصنوعة من شعير المزرعة الملكية ونبات الجنجل الإنكليزي والنيوزيلندي "بيرة منعشة تصلح تماما للشرب في الخارج في الصيف بمناسبة اليوبيل".
في وندسور (غرب لندن)، يقام استعراض للسيارات والألعاب النارية ونزهة عملاقة في أراضي القصر. وزينت شوارع وسط المدينة بالأعلام البريطانية ولافتات تعلن عن الاحتفالات.
وتقول دينيسا هوسينوفا (35 عاما)، وهي مديرة حانة "بوتمان" على ضفاف نهر التايمز "أعتقد أننا سنكون مشغولين جدا، وخصوصا إذا كان الجو مشمسا، إذ سيأتي الجميع إلى وندسور. نتوقع أن نستقبل الكثير من السياح والسكان المحليين". وتضيف "نحن نتطلع إلى ذلك. إنه احتفال كبير. 70 عاما أمر مذهل، أليس كذلك؟".
وترى حانات ومتاجر كثيرة في المدينة في هذه الأيام الأربعة من الاحتفالات بارقة أمل في انتعاش أعمالها بعد أربع سنوات كانت فيها الحركة هزيلة.
ويصف كالفرت سنوات جائحة كوفيد-19 بأنها كانت "صعبة" لمعمله كما "بالنسبة إلى المعنيين بقطاع الضيافة في بريطانيا العالم"، مشددا على أن "مثل هذه المناسبات مفيدة".
ويلاحظ موذوكومارا ساني كيساوان، مدير متجر الهدايا التذكارية "هاوس أوف غيفتس" الذي يقع في مكان مثالي على بعد أمتار قليلة من القصر، أن "السياح عادوا لكن العائدات باتت أقل مما كانت سابقا ".
ويضيف أن "الأعمال تحسنت بشكل طفيف منذ الوباء، لكنها لم تستعد بعد مستواها الطبيعي، إذ لا يزال الوضع هادئا جدا "، آملا في أن تتحسن الأمور بمناسبة احتفالات اليوبيل. ويقول "آمل حقا أن يجلب لنا المزيد من الزبائن".
وفي متجره، يزين وجه الملكة مناشف الشاي وأكياس القماش والقمصان وحتى الأكواب. أما الفناجين التي تحمل صورة حفيدها هاري الذي تزوج ميغن ماركل في وندسور عام 2018 فتباع بأسعار مخفصة إذ انسحب الزوجان من العائلة المالكة، واستقرا في الولايات المتحدة.
ومن بين جميع أفراد العائلة المالكة، لا أحد يتفوق على الملكة البالغة 96 عاما التي تتصدر استطلاعات الرأي المتعلقة بالشعبية، وكذلك مبيعات المتاجر. ويقول كيساوان الذي أكد أنه رآها مرات عدة "أحبها كثيرا ".
ففي المرحلة الأخيرة من ولايتها، لا تزال إليزابيث الثانية محبوبة من رعاياها، على الرغم من الفضائح التي أنهكت عائلتها، كتلك التي سببتها صلات ابنها أندرو بالأميركي جيفري إبستين الذي اتهم باستغلال مراهقات جنسيا .
ومن بين المعجبين بالعائلة المالكة ساندرا بيندر (61 عاما) التي تصطحب حفيدتها بانتظام لمشاهدة تغيير الحرس أمام قصر وندسور.
وتجد هذه المرأة البريطانية إليزابيث الثانية "رائعة"، مشيدة بـ "التزامها" حيال رعاياها و"كل الجولات التي قامت بها" من أجل بريطانيا. وتضيف "نحن جميعا في العائلة نحب الملكة".
وأعلن الخميس أن الملكة ستغيب عن حفلات الحديقة التي ت نظم هذا الصيف، اعتبارا من الأسبوع المقبل، في قصر باكنغهام في لندن، وفي قصر هوليرود هاوس في إدنبره.