عرب لندن
أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الجمعة، في نيودلهي، أن بريطانيا والهند أبرمتا شراكة دفاعية وأمنية "جديدة وموسعة".
وأكد جونسون أن هذه الشراكة الجديدة هي "التزام لعدة عقود" ورحب بالعلاقة التي توحد "واحدة من أقدم الديموقراطيات والهند وهي بالتأكيد أكبر ديموقراطية".
وتأتي زيارته في الوقت الذي يواجه فيه جونسون انتقادات من نواب حزب المحافظين في لندن واحتمال إجراء تحقيق للتحقق عما إذا كان قد كذب على البرلمان بشأن فضيحة "بارتيغايت" المتعلقة بالحفلات التي نظمتها رئاسة الحكومة البريطانية خلال فترة الإغلاق للحد من انتشار كورونا.
وقال جونسون إلى جانب نظيره الهندي ناريندرا مودي "لقد ازدادت تهديدات الإكراه الاستبدادي لذا من الضروري أن نعمل على تعميق تعاوننا".
وقال إن للبلدين "مصلحة مشتركة في إبقاء منطقة المحيط الهندي والهادئ مفتوحة وحرة".
والهند جزء من المجموعة "الرباعية" إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والتي تعتبر حصنا أمام الصين التي يزداد نفوذها.
لكن لعملاق جنوب آسيا أيضا تاريخا طويلا من التعاون مع موسكو، أكبر مورد عسكري لها، وقد رفضت بكين إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا علنا.
تتميز العلاقات بين بريطانيا العظمى والهند، جوهرة الإمبراطورية البريطانية السابقة، بإرث الاستعمار.
وتؤكد حكومة ناريندرا مودي القومية الهندوسية بانتظام على النضال من أجل الاستقلال، وهو عنصر أساسي للهوية الوطنية للهند.
كما أقامت تماثيل ضخمة لتمجيد القادة الانفصاليين الرئيسيين وشيدت متحفا مخصصا لأحدهم في القلعة الحمراء في دلهي، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
واعتبر مودي أن تصادف زيارة جونسون للهند في الذكرى الخامسة والسبعين لاستقلالها، "تاريخي".
وقال رئيس الوزراء الهندي "ناقشنا العديد من التطورات الإقليمية والدولية وأصرينا على نظام حر ومنفتح وشمولي يقوم على قواعد في منطقة الهند-المحيط الهادئ".
ولم تتوافر على الفور تفاصيل عن الشراكة الامنية.
لكن جونسون قال إن البلدين اتفقا أيضا على العمل معا بشأن عقود دفاع.
وأوضح رئيس الوزراء البريطاني انه من أجل "التعامل مع التهديدات البرية والبحرية والجوية والفضائية والسيبرانية لا سيما من خلال توحيد الجهود في مجال تكنولوجيا الطائرات المقاتلة الجديدة والتكنولوجيا البحرية للكشف عن التهديدات في البحار ومواجهتها".
وتسعى نيودلهي منذ فترة لتعزيز قدرتها الإنتاجية العسكرية الوطنية للحد من اعتمادها على الخارج ولا سيما موسكو، والمساهمة في مبادرة "صنع في الهند" التي يريدها مودي.
يجري البلدان أيضا محادثات بشأن اتفاق تجاري بعد بريكست رهن برغبة الحكومة الهندية في منح المزيد من التأشيرات للهنود للعمل أو الدراسة في المملكة المتحدة.
وشدد جونسون على أن البلدين على طريق وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق للتبادل الحر متوقع بحلول تشرين الأول/أكتوبر.
وقال "يمكن أن يساهم ذلك في مضاعفة تبادلاتنا واستثماراتنا بنهاية العقد".
كما أعرب عن امتنانه للهنود على "استقبالهم الرائع" الذي قال مازحا إنه جعله يشعر وكأنه نجم هندي، في إشارة إلى صورته المنشورة في شوارع العاصمة.
بدأ جونسون زيارته للهند الخميس في ولاية غوجارات الغربية، مسقط رأس مودي، حيث قام بزيارة ثقافية إلى مدينة أحمد آباد التاريخية التي يتحد ر منها نصف الهنود البريطانيين الذين يعيشون في بريطانيا.
وأعلن فيها عن استثمارات جديدة بقيمة مليار جنيه استرليني (1,2 مليار يورو) قال إنها ستخلق 11000 وظيفة في المملكة المتحدة.
وبدأت جولة جونسون بزيارة إلى أشرام (مجلس) سابارماتي في شمال أحمد آباد الذي كان في ما مضى مقر المهاتما غاندي، بطل الاستقلال الهندي.
وقد دعي جونسون إلى الجلوس للغزل على مغزلة من خشب، وهي آلة كانت أساسية في ما مضى في صناعة النسيج المحلية جعل منها غاندي رمزا لمقاومة الهيمنة الاستعمارية البريطانية في الهند.