عرب لندن
كسر قائد المنتخب الجزائري، رياض محرز، حاجز صمته على صدمة الخروج الدرامي من ركب المتأهلين لكأس العالم قطر 2022، معترفا بتحمله المسئولية أمام الملايين، باعتباره قائد المنتخب، وذلك في رسالة مزدوجة عبر حسابه على منصة تويتر، للاعتذار للرأي العام في بلاده، وردا على حملة التشكيك في انتمائه لمنتخب النجمة والهلال.
واحتاج صاحب الـ31 عاما أربع ليالي لاستيعاب ما حدث في آخر لحظات ليلة البليدة الظلماء، التي شهدت وصول محاربي الصحراء لمونديال الدوحة برأسية أحمد توبة في الدقيقة 118، قبل أن تأتي لحظة الصدمة في آخر لحظات الوقت المحتسب بدل من الضائع، بهدف إيكامبي، الذي قاد المنتخب الكاميروني للوصول لنهائيات كأس العالم على حساب المنتخب الجزائري.
وقال نجم مانشستر سيتي في بداية بيانه الطويل، إن هذه الرسالة استغرقت منه وقتا طويلا، وذلك لأنه كان بحاجة إلى العودة إلى الوراء لاستيعاب الطريقة التي أُقصي بها منتخب بلاده من فاصلة المونديال الشرق أوسطي، مضيفا “لقد مررنا جميعا بالفعل بلحظات صعبة للغاية خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وهذه الهزيمة في الدقيقة الأخيرة من مثل هذه المباراة الهامة للجزائر آلمتني كثيرا، قلبي ممزق ولا أعرف حقا كيف يمكنني التعافي من هذا الفشل باختيار البلد الذي أحبه كثيرا، عندما أفكر فيما حدث كان شعوري الأول هو الحزن العميق، الحزن، أعلم كم كنتم خلفنا لتشجعينا في الملعب”.
وتأسف على ضياع تعب الجماهير، لافتا إلى ضرورة عودة اللاعبين لأنديتها، لمواصلة الحياة ونسيان الصدمة شيئا فشيئا، رافضا الاعتراض على حكم الله وقدره، بقوله “علينا أن نقول الحمد لله ونمضي قدما، كنت أود أن أفعل المزيد وأعطيكم ما تنتظروه منا، أعرف ما يعنيه التأهل لكأس العالم بالنسبة لنا ولكم، بصفتي قائدا، فمن واجبي أن أتحمل مسؤولياتي عندما تسوء الأمور، ولهذا السبب أردت تحمل المسئولية والتحدث إليكم اليوم”.
من جهة أخرى، سجل اعتراضه على حملة التشكيك التي تعرض لها بعد المباراة، وذلك بوضع أرقامه وإحصائياته اللامعة مع ناديه مانشستر سيتي بتأثيره مع المنتخب الجزائري، وفي هذا الصدد قال “لطالما كنت صريحا جدا في حياتي المهنية وفي حياتي، لذلك يجب أن أخبركم بذلك أيضا، تأثرت بقراءة رسائل البعض، الذين يشككون في مدى حبي لهذا القميص ورغبتي في الدفاع عنه، أنتم تقارنون بين فريقي وبلدي الذي لا يضاهى، وأعلم أنه فخر كبير بالنسبة لي أن آتي وألعب لبلدي، لقد كنت أرتدي هذا القميص وهذا العلم في جميع أنحاء العالم لمدة 8 سنوات”.
وفي ختام البيان، أظهر دعمه وانحيازه لفكرة بقاء المدرب جمال بلماضي، عكس التيار الرائج في الأيام والساعات القليلة الماضية، حول ضرورة ضخ دماء جديدة في هرم القيادة الفنية لمحاربي الصحراء، معربا عن أمله أن يعود المنتخب أقوى من أي وقت مضى بعد التغلب على أحزان أمسية “مصطفى تشاكر”، في إشارة واضحة إلى أنه لا ينوي ولا يفكر حتى في اتخاذ قرار التقاعد الدولي في المرحلة القادمة.