عرب لندن - لندن
نشرت صحيفة "Mylondon" مقالا حول أقدم مسجد في لندن والذي يعود بناؤه إلى عام 1895.
وقالت الكاتبة، أونزيلا خان، وهي مراسلة متخصصة في الأعراق والتنوع، أننا "عندما نفكر في العصر الفيكتوري، فإننا نادرا ما نسمع عن وجود تأثير المسلمين في لندن. ما يتبادر للذهن هو الصناعة والتقدم العلمي والنساء البيض الذين يرتدين المخصِّر أو الكورسيه والخيول والعربات."
وأشارت الكاتبة إلى أن عقود حكم الملكة فيكتوريا كانت مليئة بالإصلاحات التعليمية والدينية، أهمها إلغاء قانون إتمام المتطلبات الدينية للالتحاق بالجامعات لعام 1871، مما سمح لغير الأنجليكان أن يصبحوا أعضاء كاملين في الجامعات.
وقالت الكاتبة: "خلال ذاتها من القرن التاسع عشر، كانت نظرية تشارلز داروين العلمية تتقدم وبدأ البعض في التشكيك في أهمية المسيحية، التي كانت بالطبع الدين الرئيسي في ذلك الوقت."
وأضافت: "على الرغم من أن المسيحية كانت الديانة السائدة ، إلا أن اليهودية كانت في ازدياد أيضًا بسبب المهاجرين من أوروبا الشرقية - إلا أن المجتمع المسلم ، على الرغم من صغر حجمه ، كان موجودًا بالفعل."
وقابلت الصحيفة عبد الملك تيلور مؤسس "Muslim History Tours" والذي قام بتعقب أقدم مسجد في لندن.
ويقع المسجد في المساحة الأمامية لشقة في كامدن. وقال عبدالملك: "كان تحديد موقع أقدم مسجد في لندن والذي بدأ عام 1895 في كامدن أمرًا مهمًا".
وبحسب عبد الملك فقد أسس هذا المسجد الحاج والذي ولد في كيب تاون حيث قام ببناء مسجد قبل قدومه إلى المملكة المتحدة.
واكتشف عبد الملك المسجد بعد اطلاعه على كتاب ذكر فيه المسجد واسم الشارع الذي يقع فيه، مما دفعه لبدء رحلة البحث.
وقال عبد الملك أن المسجد كان مركزا لاجتماعات المجتمع المسلم الفيكتوري، وكانوا يحملون نخبا حلالا للسلطان عبد الحميد والملكة فيكتوريا ويقيمون الجنائز.
وأضاف: "كانوا يجتمعون ويتحدون الإسلاموفوبيا ، كما يكتبون ويتفاعلون مع وسائل الإعلام ، وأي نشاط قاموا به كان يتم ذكره في صحيفة التايمز. لقد كان حقًا أول مسجد معروف على الرغم من أن الناس لم يشكوا في أنه مسجد ، كان هناك حتى عام 1898 ، ثم انتقل إلى معهد الترحيب الحالي بجوار Friend's House في Euston ".
وبالرغم من هذه القصة المثيرة للاهتمام، إلا أن قصة عبد الملك الشخصية أيضا كانت تحمل في طياتها جوانب مميزة.
فقد نشأ عبد الملك في كنف عائلة هندوسية واعتنق الإسلام عندما كان في الثامنة عشر من عمره. وجاء قرار اعتناقه الإسلام وفقا لقوله بعد جولة قام بها مع كلبه في الحي في صباح أحد الأيام، عندما لاحظ مجموعة من المسلمين يمشون باتجاه المسجد لصلاة الفجر. فأول ما خطر في باله كان أن هذه المجموعة تؤدي الصلاة في الوقت الذي فرض عليها، لكنه -كهندوسي- يؤدي الصلاة عندما يرغب بذلك.