عرب لندن
لطالما قدم المهاجرون العرب، ممن استقروا في بريطانيا، وغيرها من دول العالم، صورا نبيلة عن العرب، وقيمهم الإنسانية الرفيعة، مثل تلك التي قدمتها العائلات السورية، صاحبة شاي مع الكنافة، اللندني، الذي كتبت عنه الصحافة البريطانية، تشيد به، وتكيل له المديح، ولأصحابه.
شاي مع الكنافة مطعم أسسته ثلاث عائلات لاجئة من سوريا في برادفورد البريطانية، ثم قرّر أصحابه التبرّع بوجبات سورية أصيلة عشية رأس السنة، وذلك للكوادر التي تضحي بوقتها مع أحبابها من أجل إنقاذ أرواح الناس.
وعن ذلك يقول أحد مالكي المطعم، واسمه عبد الرحمن مكية: "بوصفنا لاجئين سوريين والآن مواطنين بريطانيين يعيشون في برادفورد، فإننا نشعر بالمسؤولية تجاه المجتمع المحلي الذي نعيش فيه، ولذلك قررنا التبرع بوجبات مجانية من مطعمنا شاي مع كنافة للكوادر في القطاع الصحي العام التي تعمل ضمن أجنحة مكافحة كوفيد لدى المستوصف الملكي ببرادفورد عشية رأس السنة". وتابع: "هؤلاء يضحون بوقتهم مع أحبابهم من أجل الاعتناء بمرضى كوفيد الذين هم بأمس الحاجة لمساعدتهم، لهذا رغبنا بأن نعبر عن امتناننا لعملهم الدؤوب في هذه الأوقات العصيبة".
من جانبه، تقدّم ساجد عزب، كبير العاملين في قسم التشغيل بالمستوصف الملكي ببرادفورد، بالشكر للسيدتين لما وسمية من مطعم شاي مع كنافة، وذلك لحملهما الطعام إلى المستوصف. وقال: "أتوجه بالشكر للما ولسمية لمجيئهما إلى المستوصف اليوم لتوزيع الطعام على الكوادر التي تعمل في أجنحة مكافحة كوفيد، وإننا نشعر بامتنان كبير لكرمهما ونتمنى كل الخير للجميع في العام الجديد".
ليس هذا وحسب، بل أكثر من ذلك سلّطت النائب، ناز شاه، التي افتُتح المطعم ضمن دائرتها الانتخابية، الضوء على مدى أهمية الأعمال والمشاريع لدعم العاملين في القطاع الصحي خلال فترة الجائحة في برادفورد. وقالت فيما نقله عنها موقع سوريا: "من الرائع أن تشاهد مشاريعَ في برادفورد وهي تقوم بدورها كما تفعل على الدوام وتنجز خلال فترة الجائحة، ولكن الأجمل أن ترى كيف أتى أصحاب مطعم شاي مع كنافة إلى برادفورد لاجئين من سوريا هرباً من الأزمة فيها ثم كيف عبروا عن رغبتهم برد الجميل.. ثم إنها أيضاً قصة نجاح لعائلات اتخذت من برادفورد موطناً لها فشاركت أطباقها الأصيلة لتمتين أواصر هذه المدينة مع ثقافتهم وأطباقهم".