عرب لندن – نوتنغهام
لا يتوقف الدكتور الفلسطيني البريطاني أمين حبايبة عن تجاربه العلمية والتي تنتهي دوما باكتشافات جديدة،فمن توليد الماء من الهواء إلي الطهي باستعمال الطاقة الشمسية، يقول حبايبة ل " عرب لندن" أنه ماض في تطويع التكنولوجيا لخدمة البشر ، وتوفير حلول تقنية للفقراء تخفف عنهم قسوة الحياة وتكاليفها الباهظة.
الطهي على أشعة الشمس ب طباخ شمسي هو الاختراع الجديد الذي توصل له أستاذ الهندسة بجامعة نوتنجهام ترنت وفريقه، ويقوم الجهاز الجديد بالطهي بأشعة الشمس حيث يعمل على تركيز أشعة الشمس داخل المنزل.
وقام فريق بحث علمي من جامعة نوتنجهام ترنت البريطانية بإشراف الأستاذ الدكتور أمين الحبايبة - من كلية الهندسة المعمارية والتصميم والبيئة العمرانية بالجامعة بتصميم فرن شمسي يمكن استخدامه للطهي عن طريق الطاقة شمسية و يقوم الفرن بطهي الطعام من خلال تركيز أشعة الشمس الى فرن يمكن تركيبه في مطبخ البيت .
المشروع بحسب الأكاديمي يهدف إلى السماح للأشخاص في البلدان الحارة و المشمسة على مدار السنة بالطهي في منازلهم دون الحاجة إلى الغاز أو الكهرباء أو حرق الأخشاب.
وتعمل التقنية من خلال التقاط أشعة الشمس من الخارج وتركيز قوتها باستخدام عدسات حيث ينعكس هذا الضوء المركز من خلال توجيهه إلى مساحة صغيرة في وسط فرن الألمنيوم عالي العزل عن طريق مرايا عاكسة. ويوفر جهاز قياس حرارة الفرن بيانات حية عن درجة حرارته ويمكن التحكم في مستوى الحرارة من خلال مقدار عكس الضوء المركز.
وفي حديث ل "عرب لندن" وصف البروفيسور الحبايبة المشروع بالشيق للغاية مشيرا إلى أن هذه التكنولوجيا لديها القدرة على تغيير الطريقة التي يطبخ بها الملايين من الناس في المنزل ويمكن أن تقلل بشكل كبير من الانبعاثات الحرارية و التلوث، كما انه ليس هناك حاجة للطبخ باستخدام الكهرباء أو الغاز في البلدان الحارة التي تشرق فيها أشعة الشمس على مدار السنة .
حبايبة يقول أنهم استطاعوا اثبات أنه من الممكن طهي الطعام داخل المنزل من خلال تسخير طاقة الشمس، وأن هذه التقنية تقدم للفقراء في الدول النامية حلولا رخيصة تسهم في التخفيف عنهم عوضا عن شراء الوقود غال الثمن.
ويضرب المخترع مثلا من دول الخليج على سبيل المثال ، ففي الكويت مع الفترات الطويلة من أشعة الشمس، يمكن لثلاثة عدسات فقط توفير درجة حرارة الفرن حوالي 200 درجة مئوية ، كما يشير الباحث كذلك أنه في يوم صيفي صاف في المملكة المتحدة ، قد يكون من الممكن تحقيق درجات حرارة مماثلة بعشرة عدسات فقط.
مساعدة الفقراء
من جهته قال الدكتور بوبكر شاكماك ، أحد الباحثين الذين عملوا على المشروع في الجامعة أن هذه التكنولوجيا الجديدة ليست فقط أفضل للبيئة ، ولكن يمكنها أيضًا مساعدة الناس في البلدان النامية الذين لا يحصلون على الكهرباء أو الغاز أو تلك الوقود باهظة الثمن في بلدانهم من خلال توفير هذه التكنولوجيا بأسعار في متناول الجميع ،حيث سيكون الناس قادرين على تسخين الطعام بسرعة وسهولة أكثر من أي وقت مضى."
فريق متعدد الجنسيات
وقد ضم فريق التصميم و البحث العلمي تحت اشراف البروفيسور الحبايبة في جامعة نوتنجهام ترنت البريطانية ثلاثة طلاب في برنامج التبادل الأوروبي وهم إيزابيل هيمانز من هولنو باستيان إينستي من ألمانيا وسيزار كاستانيو فيسينتي من إسبانيا، وكما ساهم في المشروع الدكتور آلان هواس الذي يعمل حاليا في إحدى الجامعات السويدية.
و أشرف الأستاذ الدكتور أمين الحبايبة على الفريق الذي صنع نموذجا أوليًا صغيرا لإثبات هذا المفهوم، يحتوي النموذج الأولي على ثلاثة عدسات ويمكن أن تصل حرارة الفرن إلى 60 درجة مئوية في يوم صيفي نموذجي في المملكة المتحدة، وقد تم اختباره مؤخرًا بحسب الأكاديمي وتم طهي بيضة بنجاح.
وفيما يخص البحث العلمي بالعالم العربي يقول الحبايبة إن المهارات البحثية يجب ان تكون استراتيجية لسوق العمل ، موضحا أن العالم العربي بحاجة لتطوير ثقافة البحث العلمي ودمجها بالتعليم ، مؤكدا أن كثير من الجامعات العربية تحتوي على الموارد المالية ، لكنها تفتقر لثقافة البحث العلمي ، التي برأيه هي ثقافة أكثر منها موارد مالية .