اشتمل على :حفل فني، ومعرض للكتاب، وأجنحة طعام، وإصدار جديد حول المشروع الوطني الفلسطيني
عرب لندن - لندن
نظم منتدى التفكير العربي في لندن "مهرجان التراث الفلسطيني الأول" وسط حضور كثيف ومشاركة واسعة من الجالية الفلسطينية والعربية والمتضامنين الأجانب وصل عددهم إلى ٤ آلاف مشارك ومشاركة. وتضمن المعرض أجنحة متعددة للطعام الفلسطيني، الكتب، العملات، الكنافة النابلسية وغيرها من الفقرات الفنية التي اشتملت على عرض أفلام فلسطينية وحوار مفتوح مع عائلة الكرد المقدسية وحفل للفنان الفلسطيني سعيد سلباق، وكذلك حفل توقيع لكتاب المنتدى الجديد : "الفلسطينيون ومواجهة مشاريع التصفية".
وقال رئيس منتدى التفكير العربي بلندن، محمد أمين، أن هذا المهرجان هو فعالية مهمة في سياق معركة الوعي التي يخوضها الفلسطينيون والجالية في أوروبا للدفاع عن الرواية الفلسطينية، وربط الأجيال الفلسطينية التي ولدت في بريطانيا بقضيتهم وتراثهم الفلسطيني، مبينا أنه وكما بدى في المهرجان، فإن أبناء الجيل الثاني والثالث من الفلسطينيين قد شاركوا بكثافة ليدحضوا الرواية الصهيونية بأن الجيل الأول سيموت والأجيال التالية ستنسى، فقد جاؤوا يرتدون الزي الفلسطيني والأثواب الفلسطينية ويرفعون الأعلام في قلب لندن بلد وعد بلفور المشؤوم.
ولفت أمين إلى أهمية ورمزية الحضور الواسع للجالية الفلسطينية و العربية، والمتضامنين الأجانب الذين احتشدوا في القاعة وشاركوا في الفعاليات، حيث شاركت حملة التضامن مع فلسطين PSC بجناح خاص، أشرف عليه متطوعون بريطانيون، مشيرا إلى أن معركة الوعي هذه هي جزء أصيل من واجب فلسطينيي أوروبا، وأن الفلسطينيين أينما تواجدوا يحملون قضيتهم معهم، وإن حملوا جوازات بريطانية أوروبية أو غيرها فهم فلسطينيون قبل كل ذلك. وضرب أمين مثلا في محاولة الصهاينة سرقة الثقافة والذاكرة الفلسطينية بترويجهم أن بعض السلع الفلسطينية كالفلافل والحمص هي منتجات إسرائيلية، وهذا مثال بسيط على معركة شاملة تستهدف الإنسان الفلسطيني وثقافته. وانتهى بالقول أن الجالية والمتضامنين عاشوا لوحة فلسطينية متكاملة الأركان على مدار يوم كامل مع الموسيقى الفلسطينية، والزعتر والزيتون، والكنافة والمقلوبة، والمطرزات والعملات الفلسطينية.
من جهته أشاد السفير الفلسطيني في بريطانيا الدكتور حسام زملط بالمهرجان وأثنى على قدرته على الوصول للأعداد الضخمة التي حضرته من الجالية ومن المتضامنين، معتبرا أن هذا العمل هو جزء من النضال الفلسطيني في الغرب بمواجهة الرواية الصهيونية، وقال: "نحن نعتاش على ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، ونحن شعب متجذر أنتج كل الحضارات في هذا الكون، قوتنا في حضارتنا وثقافتنا ووحدتنا وهذه الأجيال الكثيرة التي حضرت اليوم"، موجها شكره للمنتدى على تنظيمه لهذا المهرجان، وتجول في أجنحته وحضر الحفل الفني والتقى بالجالية.
المعرض اشتمل كذلك على حفل فني أحياه الفنان الفلسطيني سعيد سلباق ، كما اشتمل المهرجان على توقيع ومناقشة كتاب "الفلسطينيون ومواجهة مشاريع التصفية" والذي قدم فيها عدد من الباحثين أوراقا خاصة، حول مأزق المشروع الوطني الفلسطيني ومناقشة طروحات حول سبل مواجهة صفقة القرن، ومستقبل السلطة الفلسطينية بين الحل وتغيير الوظيفة.
واحتوى الكتاب الذي جاء في 150 صفحة على فصول متعددة، قدم فيها الكاتب والباحث الفلسطيني محمد أمين ورقة حول معضلة السلطة بين الحل وتغيير الوظيفة، فيما جاء ورقة الباحث والكاتب الفلسطيني معين الطاهر: حول مواجهة قرار الضم والإجابة على سؤال ما العمل في المشروع الوطني الفلسطيني، أما الباحث الفلسطيني محمد عايش فاختار أن يخصص ورقته للبحث في مستقبل القضية الفلسطينية بعد انتهاء حقبة ترمب، فيما بحث الأستاذ بجامعة لندن عاطف الشاعر في ثقافة صفقة القرن، أما الكاتب والباحث الأردني طارق نعيمات فجاءت ورقته تحت عنوان: الأردن والمتغيرات في المنطقة فيما يخص القضية الفلسطينية.
ويذكر أن مهرجان التراث الفلسطيني هو مهرجان ثقافي تراثي شامل ، يعتزم منتدى التفكير تنظيمه سنويا ليكون ملتقى شاملا للجالية العربية والفلسطينية والمتضامنين الأجانب، لإحياء الثقافة الفلسطينية، وعرضها في لندن، وليكون جسرا بين الجالية العربية والفلسطينية وبين المتضامنين الأجانب، وهو فعالية بالغة الأهمية في سياق معركة الوعي والتمسك بالرواية الفلسطينية.