عرب لندن
بعد انتشار شائعات كثيرة على مدى أسابيع، سيعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، عن تعديل وزاري لحكومته "بهدف تشكيل فريق قوي موحد" لمرحلة ما بعد وباء كوفيد، وفق ما أعلن مصدر في داونينغ ستريت.
وتعرض عدد من الوزراء لانتقادات بسبب أدائهم، وتحدثت معلومات عن رحيل بعضهم، بدون أن يؤكد جونسون رسميا نيته في صرفهم. ويسعى رئيس الوزراء لإيجاد زخم جديد لحكومته بعد أزمة الوباء التي استمرت عام ونصف العام.
وأوضح المصدر أن "رئيس الوزراء سيقوم اليوم بتعديل وزاري بهدف تشكيل فريق قوي موحد لإعادة البناء بشكل أفضل بعد الوباء". وأضاف "يوم أمس، قدم رئيس الوزراء خطته لإدارة كوفيد في الخريف والشتاء. لكن ينبغي على الحكومة أن تضاعف جهودها للاستجابة لأولويات الشعب". وتابع "رئيس الوزراء سيعين وزراء بعد ظهر اليوم مع هدف توحيد البلاد بأسرها".
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس بالنسبة لرئيس الحكومة المحافظ البالغ 57 عاما والذي وصل إلى داونينغ ستريت في صيف العام 2019 وحقق انتصارا ساحقا في الانتخابات التشريعية التي أجريت في كانون الأول/ديسمبر 2019 مع وعده بتنفيذ بريكست.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه مؤخرا معهد "يوغوف"، تراجع شعبية المحافظين بشكل حاد (33%) الذين تقدم عليهم حزب العمال (35%) للمرة الأولى منذ مطلع العام.
وتدفع الحكومة بذلك ثمن إعلانها زيادة رسوم الاشتراك في الضمان الاجتماعي المخصصة لدعم نظام الصحة العام الذي تعر ض لنكسة قوية بسبب الوباء.
ورفعت الحكومة الضرائب إلى أعلى مستوياتها منذ فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية رغم وعد المحافظين خلال حملتهم لانتخابية بعدم زيادة الضرائب.
وتتحدث الصحافة البريطانية بشكل منتظم عن الرغبة المفترضة لبوريس جونسون بالانفصال عن وزراء كبار من حكومته.
ووجهت انتقادات لوزير التعليم غافين وليامسون بسبب تعامله مع إغلاق المدارس خلال فترة تفشي الوباء وكذلك لوزيرة الداخلية بريتي باتيل بسبب عجزها عن تخفيض عدد المهاجرين غير القانونيين الوافدين من فرنسا عبر بحر المانش ولوزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بسبب فشله في إجلاء جميع الأشخاص الذين كان ينبغي إجلاؤهم من كابول بعد عودة حركة طالبان إلى الحكم الشهر الماضي.
وراب الذي تولى منصب نائب جونسون في نيسان/أبريل الماضي عندما كان في العناية المركزة يتعالج من كوفيد-19، واجه انتقادات مستمرة بسبب طريقة تعامله مع الأزمة الأفغانية، إذ إنه لم يقطع عطلة كان يمضيها على الشاطئ في جزيرة يونانية فيما كانت تتقدم طالبان وتحكم قبضتها على السلطة.
وتتوقع الصحافة أن تحل وزيرة التجارة ليز تروس التي توسطت في سلسلة من الاتفاقات منذ خروج بريطانيا الكامل من الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير، مكان راب.
وتم اقتراح مايكل غوف، أحد قادة الحملة المؤيدة لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، بديلا لباتيل.
والفترة صعبة أيضا بالنسبة للحكومة التي رفعت في تموز/يوليو معظم القيود التي كانت مفروضة لاحتواء كوفيد-19 رغم تفشي المتحورة دلتا، ما سمح لعدد الإصابات بالبقاء في مستوى مرتفع (حوالى 30 ألف إصابة في اليوم).
وتثير العودة إلى المدارس وحلول فصل الخريف مع مجموعة الفيروسات الموسمية التي تأتي معه على غرار الزكام، الخشية من وضع صعب في المستشفيات في الأسابيع المقبلة.
وترتكز خطط الحكومة التي أعلن عنها الثلاثاء تمهيدا لفصل الشتاء، بشكل أساسي على حملة تلقيح بجرعة معززة ضد كوفيد، مع اللجوء فقط في حال تدهور الوضع كثيرا، إلى قيود على غرار وضع الكمامات في الأماكن المغلقة والعمل عن بعد والتصريح الصحي.
وبريطانيا هي إحدى الدول الأكثر تضررا من الوباء في أوروبا بتسجيلها أكثر من 134 ألف وفاة.