عرب لندن
تعرضت حملات التلقيح في الولايات المتحدة وأوروبا لنكسة جديدة، الثلاثاء، مع إعلان السلطات الصحية الأميركية "تعليق" استخدام لقاح جونسون اند جونسون ضد كوفيد-19 بعد ظهور حالات نادرة من الجلطات الدموية.
وبعد الشكوك حول لقاح استرازينيكا بسبب العوارض نفسها، تواجه الدول الأوروبية مخاطر تأخر إضافي في حملات التلقيح بعدما أعلنت شركة جونسون اند جونسون الأميركية الثلاثاء عن "تأخير إطلاق" لقاحها المؤلف من جرعة واحدة ضد كوفيد-19 في أوروبا.
وأعلنت السلطات الصحية أن أكثر من 6,8 مليون جرعة من لقاح جونسون اند جونسون قد أعطيت على الأراضي الأميركية وهذا النوع من الآثار الجانبية يبدو في الوقت الراهن "نادرا جدا".
من جانب آخر أكدت الولايات المتحدة أن تعليق إعطاء لقاح جونسون اند جونسون "لن يكون له تأثير كبير" على حملة التلقيح الأميركية لان هذه الجرعات تشكل أقل من 5% من تلك التي أعطيت في الولايات المتحدة حتى الآن.
وقال بيتر ماركس أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء الأميركية خلال مؤتمر صحافي إن "احتياطي اللقاحات أصبح أكثر وفرة".
وإدارة الغذاء والدواء التي تحقق في ست حالات في الولايات المتحدة لأشخاص تعرضوا لجلطات دموية خطيرة بعد تلقي اللقاح، أوصت الثلاثاء بتعليق إعطائه. وأوضح ماركس "حصلت وفاة واحدة وهناك مريض حالته حرجة".
وهؤلاء الأشخاص وكلهم نساء ظهرت عليهم بعد أسبوعين على تلقي الجرعة حالات تجلط دم في الدماغ وهبوط مستوى الصفائح الدموية. وتجتمع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الأربعاء لتقييم تلك الحالات.
وبموجب توصيات السلطات الصحية، أمرت عدة ولايات أميركية مثل نيويورك وكونيكتيكت ونبراسكا وأوهايو بتعليق فوري للقاح جونسون اند جونسون.
في واشنطن بدأ العديد من الأشخاص الذين كان يفترض ان يتلقوا جرعة من لقاح جونسون اند جونسون، بتلقي رسائل اعتبارا من صباح الثلاثاء تلغي مواعيدهم.
ووقع الاتحاد الأوروبي طلبية بحوالي 200 مليون جرعة من لقاح جونسون اند جونسون يضاف اليها خيار 200 مليون جرعة إضافية. وتعهدت المجموعة الخميس بتأمين 200 مليون جرعة بحلول نهاية السنة.
وظهور هذه التعقيدات يذكر بتلك المرتبطة بلقاح استرازينيكا والتي تحقق فيها الوكالة الأوروبية للأدوية والتي تسببت بارتياب كبير حيال هذا اللقاح من قبل السكان ووقف استخدامه في عدة دول لا سيما الدنمارك. ويستخدم لقاحا جونسون اند جونسون واسترازينيكا نفس تقنية ناقل الفيروسات الغدية.
وفي حالة استرازينيكا تم إحصاء حتى 4 نيسان/ابريل 222 حالة جلطات من أصل 34 مليون جرعة أعطيت في الفضاء الاقتصادي الأوروبي (الاتحاد الأوروبي والنروج وايسلندا وليشتينشتاين) وبريطانيا بحسب الوكالة الأوروبية للأدوية. وانتهى ذلك ب 18 وفاة (حتى 22 آذار/مارس).
رغم ذلك تتواصل حملات التلقيح في كل أنحاء العالم حيث بدأ ملايين المسلمين الثلاثاء شهر رمضان للسنة الثانية على التوالي في ظل الوباء.
وتم إعطاء أكثر من 800 مليون جرعة لقاح ضد كوفيد-19 في 200 دولة ومنطقة على الأقل بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس، استنادا إلى أرقام رسمية حتى الساعة 10,00 ت غ الثلاثاء.
وهناك تفاوت كبير لا يزال قائما بين الدول "ذات الدخل المرتفع" بحسب تصنيف البنك الدولي حيث يتركز حوالى نصف الجرعات التي أعطيت في العالم، والدول "ذات الدخل الضعيف" حيث تم إعطاء 0,1% فقط من الجرعات. وهناك حوالي عشرين دولة لا سيما في إفريقيا وأوقيانيا لم تبدأ بعد حملاتها. وتضم 4% من سكان العالم.
وإسرائيل (حوالى 60% من شعبها تلقى جرعة واحدة على الأقل) وبريطانيا (47,4%) والإمارات العربية المتحدة (أكثر من 45%) وتشيلي (38,6%) والولايات المتحدة (36,5%) هي الدول التي تشهد حملاتها التقدم الأكبر (خارج إطار الدول التي يقل عدد سكانها عن مليون نسمة).
ووافقت الهند الثلاثاء على استخدام لقاح ثالث على أراضيها هو الروسي سبوتنيك-في. وأعلنت بريطانيا الإثنين تحقيق هدف رئيسي في برنامجها للتحصين ضد فيروس كورونا بإعطاء جرعة اللقاح الأولى إلى جميع من هم فوق خمسين عاما والى من يعانون وضعا غير مستقر وفق ما أكدت الحكومة.
في مواجهة المخاوف من النسخة المتحورة من الفيروس التي ظهرت في البرازيل، علقت فرنسا الثلاثاء "حتى إشعار آخر" كل الرحلات بين البرازيل وفرنسا كما أعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس.
من جهتها طالبت منظمة الصحة العالمية ومنظمات أخرى بوقف بيع الثدييات البرية الحية في أسواق المواد الغذائية، لافتة إلى خطر نقل مزيد من الأمراض المعدية إلى البشر.
في العالم تقترب حصيلة الوباء من ثلاثة ملايين وفاة (2,948,577) بينها أكثر من مليون في أوروبا بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام تقدمها السلطات الصحية.