عرب لندن
أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ("ناسا") أن مروحية "إنجينيويتي" الصغيرة، المثبتة تحت الروبوت الجوال "برسفيرنس"، الذي وصل في فبراير الفائت إلى المريخ، انفصلت عن المركبة الأساسية وصارت على سطح الكوكب الأحمر.
وغرد المختبر المسؤول عن برنامج المروحية في "ناسا"، مساء السبت، "مروحية المريخ على السطح!".
وكانت "إنجينيويتي" ذات الوزن الخفيف جدا، والتي تشبه طائرة مسيرة كبيرة مطوية ومثبتة تحت الروبوت الجوال "برسفيرنس"، وبقيت في موضعها إلى أن بلغ الروبوت المكان الذي يفترض أن تقلع منه المروحية.
وفي تغريدة أخرى، أشار المختبر إلى أن "رحلة (المروحية) البالغة 293 مليون ميل (471 مليون كيلومتر) انتهت بهذه القفزة الصغيرة البالغة 4 بوصات (10 سنتيمترات) من بطن المسبار إلى سطح المريخ". وأضاف أن "الاختبار التالي: البقاء على قيد الحياة في الليل".
وأظهرت صورة مصاحبة للتغريدة الروبوت "برسفيرنس" مبتعدا عن المروحية، وهو ينبغي أن يبتعد في أقل من 25 ساعة ما فيه الكافية ليفسح المجال أمام أشعة الشمس التي تحتاج إليها المروحية لتوليد طاقتها بواسطة الألواح الشمسية، بحيث تستطيع تدفئة نفسها خلال ليالي المريخ الباردة.
وأمنت "إنجينيويتي" حتى الآن تغذيتها من طاقة العربة الجوالة، ولكنها ينبغي أن تغذي نفسها بعد الآن.
وأوضح كبير مهندسي مشروع مروحية المريخ، بوب بالارام، أن "ثمة مبردا صغيرا يسمح بالحفاظ على درجة حرارة تبلغ نحو سبع درجات مائوية داخل المروحية، بينما تنخفض درجات الحرارة ليلا على المريخ إلى درجة مئوية تحت الصفر". وشرح أن هذا الأمر "يساعد على حماية المعدات الرئيسية للجهاز".
وسيتحقق الطاقم الأرضي، على مدار اليومين المقبلين، مما إذا كانت الألواح الشمسية تعمل بالشكل المنشود، قبل البدء باختبار المحركات وأجهزة الاستشعار قبل الطلعة الأولى التي لا يتوقع أن تحصل قبل 11 أبريل.
وستنفذ "إنجينيويتي" أول عملية طيران لمركبة بمحرك على كوكب آخر غير الأرض. وفي حال نجاح الاختبار، سيشكل إنجازا كبيرا، إذ أن كثافة جو المريخ لا تتعدى واحدا في المائة من كثافة غلاف الأرض الجوي.
وسيكون هذا الحدث المريخي في مستوى أهمية الإنجاز الذي مثلته أول رحلة طيران بمحرك على كوكب الأرض عام 1903. وأفادت "ناسا" بأن قطعة قماش صغيرة من طائرة الأخوين رايت، التي أقلعت قبل أكثر من قرن في ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية، وضعت على "إنجينيويتي" في تحية لرحلة الطيران الأرضية الأولى، وبالتالي هي موجودة حاليا على كوكب المريخ.
ومن المتوقع أن تكون هذه الطلعة الأولى بسيطة جدا، إذ ستقلع المروحية عموديا، ثم سترتفع إلى علو ثلاثة أمتار وتحوم على هذا المستوى لمدة 30 ثانية، ثم تدور على نفسها قبل أن تهبط مجددا .
وستتلقى المروحية تعليماتها من الأرض قبل بضع ساعات، لكنها ستتولى بنفسها تحليل موقعها بالنسبة إلى سطح المريخ أثناء طلعتها، من خلال التقاط 30 صورة في الثانية. وسيتمركز الروبوت الجوال في نقطة مراقبة تتيح له التقاط صور بكاميرته لطيران "إنجينيويتي".
وتعتزم "ناسا" إجراء ما يصل إلى خمس طلعات موزعة على شهر وتتدرج في مستوى صعوبتها. وتتألف المروحية من أربع قوائم وهيكل ومروحتين متراكبتين. يبلغ طولها 1,2 متر من أحد طرفي النصل إلى الطرف الآخر. تعمل المراوح بسرعة 2400 دورة في الدقيقة، أي أسرع بخمس مرات من طوافة عادية. وكلف برنامج هذه المروحية وكالة "ناسا" نحو 85 مليون دولار.