من هي عميلة المخابرات البريطانية "المسلمة" التي خدعت النازيين؟

عرب لندن

من أب هندي وأم أميركية، ولدت "نور عناية خان" أو "مادلين" كما تعرفها دفاتر المخابرات الألمانية. كانت تلك المرأة التي خدعت النازيين طويلا، من أوائل الذين تم تجنيدهم نهاية العام ١٩٤٢للعمل في تشغيل الراديو اللاسلكي وفي مجال الجاسوسية ضد الألمان إبان الحرب العالمية الثانية.

ترعرعت الأميرة نور في بيت والدها الموسيقي والمعلم الصوفي، حيث انتقلت منذ ولادتها في موسكو عام ١٩١٤ إلى باريس، ثم إلى فرنسا، حيث هربت من فرنسا بعد سقوطها في يد النازيين الألمان.

انضمت بداية العام ١٩٤٠ إلى قوات النخبة في بريطانيا، وتم تجنيدها فيما بعد، وإرسالها إلى باريس، فكانت أول امرأة تعمل كعميلة سرية ضد المخابرات الألمانية أثناء احتلال النازيين لفرنسا.

لم يمر وقت طويل حتى تعرضت "نور عنايت" للخيانة من سيدة فرنسية، وبذلك تمكن الجستابو "البوليس السري الألماني" من القبض عليها وعلى آخرين من شبكة التجسس التي عملت ضدهم في فرنسا.

وتم إيداعها لاحقا إلى سجن "فورتسهايم" داخل ألمانيا، حيث تعرضت هناك لعمليات تعذيب متكررة، ورغم ذلك كانت رافضة رفضا قطعيا للإدلاء بأي معلومات عن رؤسائها في بريطانيا.

انتهت قصة "مادلين" بطريقة ملحمية في سبتمبر عام ١٩٤٤ حيث أعدمت بإطلاق الرصاص عليها مع عملاء بريطانيين آخرين.

وبعد إعدام "نور عنايت" منحتها بريطانيا عام ١٩٤٩ وسام "صليب جورج"، وهو الوسام الذي لا يمنح إلا لمن أقدم على أعمال وطنية بطولية استثنائية.