عرب لندن
نشرت "بي بي سي" عرضا لمقال الكاتبة
مريم خان بعنوان "كوني مسلمة يعني أنني مجبرة على الاعتذار عن الهجمات الإرهابية التي لا علاقة لي بها".
وتقول الكاتبة في مقالها إنه عندما يسمع غير المسلمين عن هجوم إرهابي، لا يتوقع أحد منهم شيئا. ولكنها اكتشفت أن كون المرء مسلما فهذا يعني أن يكون مستعدا للاعتذار عن شيء لا علاقة له به.
وتضيف "لا يُسمح لي ببساطة أن أشعر بالضيق والصدمة مثل أي شخص آخر. يجب أن أبرر إيماني وخياري ارتداء الحجاب، ويجب أن أكون قادرة على شرح دوافع المعتدي عندما أكون مرتبكة مثل أي شخص آخر. بعد وقوع الهجمات الإرهابية، خاصة في الغرب، يبدو أن وسائل الإعلام تجعل الجميع (نحن)، ويصبح جميع المسلمين (آخرين)".
وتقول الكاتبة إن تقريرا صدر في وقت سابق من هذا الأسبوع عن مركز مراقبة وسائل الإعلام خلص إلى وجود تناقض كبير في كيفية الإبلاغ عن الهجمات الإرهابية اعتمادا على مرتكبها. ووفقا للتقرير، استخدمت أكثر من نصف التقارير الإخبارية البريطانية بين عامي 2015 و2019 مصطلح "إرهابي" جنبا إلى جنب مع مصطلحات "الإسلام" أو "المسلم" - أي تسعة أضعاف الموضوعات التي يتم فيها تحديد الجاني على أنه "يميني متطرف" أو "نازي جديد".
وترى الكاتبة أن هذا التحيز الإعلامي يدين ويؤثر على جميع المسلمين، ويلمح إلى أن المسلمين والإرهاب متشابكان، وأن الدافع وراء الهجوم الإرهابي هو الإسلام دائما.
وننتقل إلى صحيفة الأوبزرفر، وتحقيق لروان مور، محرر الشؤون الثقافية، بعنوان "آثار سوريا المدمرة تنهض من بين الأنقاض".
يقول الكاتب إن البلدة العتيقة في وسط حلب كانت أعجوبة، وكانت شاهدا على تعدد الثقافات والحضارات التي تركت بصمتها على المدينة في صورة صروح من المعمار.
ويرى الكاتب أن حلب كانت تجسيدا للثروة المادية والثقافية التي جعلت من سوريا ذات يوم واحدة من أكثر الأماكن حظا وتحضرا على وجه الأرض، حيث تنعم بمناخ جيد وأرض خصبة وجمال مادي، بالإضافة إلى موقعها بين البحر المتوسط وطريق الحرير إلى الشرق.
ويُعدد مور ما كان في حلب من مشاهد، حيث القلعة على تلها الحصين، والأسواق العتيقة، وشبكة ضخمة من الأزقة والشوارع المغطاة، ومساحات تشتهر بمنتجاتها وحرفها اليدوية بقدر ما تشتهر بمعمارها وآثارها، وحركة للناس وأصوات الباعة وسط زخارف الأرابيسك والمباني التي تعود لقرون وأسلاك الكهرباء ووحدات التكييف.
ويرى الكاتب أن الإرث المعماري السوري كان ضحية معروفة وأداة دعائية للحرب الأهلية. فقد عُرف تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتفجير المعابد والمقابر البرجية في تدمر، التي اشتهرت بما تحتوي عليه من رسومات ومنحوتات دقيقة. كما دمروا مدينة دورا أوروبوس القديمة المطلة على نهر الفرات.
ويقول الكاتب إن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن المسؤول الوحيد عن تدمير تراث سوريا المعماري، وأن نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يقل مسؤولية عن التنظيم. ويستشهد الكاتب بما كتبه الكاتب والمعارض السوري ياسين الحاج صالح، الذي يرى أن "الغرب مفتون بشكل غير متناسب بأهوال داعش.. على الرغم من أن عدد ضحايا الأسد فاق عدد ضحايا داعش بعشرة أضعاف".
ويرى الكاتب أن الخسارة البشرية والثقافية لتدمير حلب، التي غالبا ما يُقال إنها أقدم مدينة مأهولة بالسكان في العالم، تفوق بكثير الخسائر الناجمة عن تدمير مدينة تدمر، ولكن الضوء سُلّط بصورة أكبر على تدمر لأن من دمرها هو تنظيم الدولة، بينما انهارت حلب في هجمات للقوات الحكومية على المعارضة المسلحة.
ويقول الكاتب إنه في مواجهة الكثير من الدمار، سيكون رد الفعل الطبيعي هو اليأس. الحرب مستمرة، والكارثة الاقتصادية تفاقمت الآن بفعل العقوبات وكذلك انتشار مرض كوفيد-19. ومع ذلك، تتم إعادة الإعمار، في الغالب بتمويل خارجي.
ويقول الكاتب إنه على سبيل المثال يدعم صندوق الآغا خان للثقافة إعادة بناء بعض أسواق حلب. كما يجري ترميم عدد من الكنائس بمساعدة جماعات أجنبية. وفي بعض الحالات، بذلت الشركات والهبات والتبرعات الفردية ما في وسعها للترميم والإصلاح وإعادة الفتح.